قال العضو السابق في الكونغرس الأمريكي، توبي موفيت، الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن تركيا دولة مهمة جداً بالنسبة للولايات المتحدة، وإن مرشح الرئاسة الديمقراطي جو بايدن يدرك ذلك جيداً.
جاء ذلك في فعالية عبر الاتصال المرئي، الخميس، حول العلاقات التركية الأمريكية، نظمها مجلس الأعمال التركي الأمريكي، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات.الفعالية شارك فيها رئيس مجلس الأعمال محمد علي يالتشن داغ، وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق ديفيد فيتر، والعضو السابق بالكونغرس فين ويبر، إضافة إلى موفيت وكبير مستشاري وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، هاريس تارين.
موفيت أشار إلى وجود بعض الصعوبات بين تركيا والولايات المتحدة، مضيفاً أن الجميع يعرف أن هناك عنصراً فاعلاً سياسياً بالولايات المتحدة، وأحياناً يكون هذا ضد تركيا في العلاقات الثنائية.
كما أوضح أن "تركيا مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، وليست بلداً لا يمكن إقامة علاقات متينة معه، وبايدن يعرف هذا الوضع جيداً، فأنا أعرفه منذ زمن طويل، فهو يولي مثل هذه العلاقات أهمية كبيرة".
بخصوص الخطوات التي سيقوم بها بايدن، عبَّر موفيت عن ثقته بأن بايدن سيجمع الولايات المتحدة مع حلفائها بأقرب وقت (في حال فوزه)، مبيناً أن المرشح الديمقراطي للرئاسة سيفهم دور تركيا في إفريقيا، وسيعمل على رفعه لمستوى أعلى بشكل يعود بالفائدة على البلدين.
"تركيا ليست بلداً ينفذ ما يُطلب": من جانبه، لفت يالتشن داغ إلى أن علاقات تركيا جيدة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، لافتاً إلى وجود أحكام مسبقة بأن بلاده لن تدخل في علاقات جيدة مع بايدن.
وشدد على أن تركيا ليست بلداً ينفذ ما يُطلب منه، قائلاً: "وعندما لا يحدث هذا تتعكر العلاقات مع الولايات المتحدة، وجميعنا يعرف أن بعض القضايا العسكرية والسياسية لا تسير بشكل جيد بين الجانبين".
بدوره، توقع عضو مجلس الشيوخ ديفيد فيتر، حفاظ الجمهوريين على ثقلهم في مجلس الشيوخ، مشيراً إلى أن هذا الوضع من شأنه أن يصعِّب الأمور على الديمقراطيين.
كما أكد أن الدول كافة وبينها تركيا، عليها أن تؤسس علاقات إيجابية ومتينة طويلة الأمد مع الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
وذكر أنه في حالة انتخاب بايدن للرئاسة فإن تغيرات كبيرة ستحصل في السياسة الخارجية، لافتاً إلى أن إدارة بايدن ستتخذ موقفاً أقوى ضد تركيا، وأن السنوات العشر الماضية شهدت صعوبات كبيرة في العلاقات الأمريكية التركية، تتسبب في بعض المشاكل.
كما أكد أن ترامب راعى قليلاً هذه الحالات السلبية، مضيفاً: "مثال على ذلك موضوع إس-400 (منظومة صواريخ دفاعية روسية اشترتها تركيا)، فإن الدبلوماسيين اقترحوا فرض عقوبات على تركيا، ولكن ذلك لم يتحقق، إلا أن بايدن سيتعامل مع هذا الأمر بشكل أقل، وقد يخلق توتراً أكبر".
تغييرات جذرية: أمّا كبير مستشاري وزارة الأمن الداخلي هاريس تارين، فأشار إلى حصول تغييرات جذرية في المقاربات المتعلقة بالشرق الأوسط مع قدوم بايدن إلى السلطة.
وشدد على أن أي حكومة أمريكية لن تضر حكومة حليفة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأي شكل من الأشكال. وأردف: "بايدن ليس سياسياً حديثاً، فقد كان نائب الرئيس خلال فترة إدارة باراك أوباما التي شهدت علاقات قوية بين تركيا والولايات المتحدة، ولن تحدث تغيرات جذرية من ناحية العلاقات بين البلدين".
من جهته، توقع العضو السابق في الكونغرس فين ويبر، فوز بايدن بالرئاسة، مبيناً أن الأخير سيتعامل بشدةٍ أكثر فيما يخص العلاقات مع تركيا. وأضاف: "تركيا جزء من الناتو، ولكن العلاقات ستستمر حتى ولو متوترة، وإذا حاول بايدن إلحاق ضرر بالعلاقات فإن الجمهوريين في الكونغرس سيوقفونه".