أرجعت إثيوبيا، الجمعة 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، سبب فشل آخر المفاوضات حول سد النهضة إلى خلاف مع مصر "حول الدور المعزز لخبراء الاتحاد الإفريقي في المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة الإثيوبي"، وذلك وفق ما أشار إليه المتحدث باسم الشؤون الخارجية السفير دينا مفتي، في إفادة للصحفيين.
الموقف الإثيوبي
حسب وكالة "إنا" الإثيوبية الرسمية، الجمعة، فإنه خلال هذه المفاوضات التي استمرت سبعة أيام متتالية، "اتفقت إثيوبيا والسودان على طريقة المحادثات الثلاثية المقبلة؛ لزيادة دور خبراء الاتحاد الإفريقي".
كما أشار المسؤول الإثيوبي إلى أن "هناك خلافاً حول دور الخبراء الأفارقة، حيث اتفقت كل من إثيوبيا والسودان على رفع مستوى مشاركة الخبراء".
يضيف المتحدث ذاته، أنه "على الرغم من فشل مصر في الاتفاق على دور الخبراء الأفارقة، فإننا متفائلون بأن هذه المفاوضات ستستمر، لأن إثيوبيا لديها موقف حازم بخصوص حل المشاكل الإفريقية إفريقياً".
وقال إن المفاوضات الثلاثية تجري منذ أسبوع، كما تم اختيار خبيرين من كل دولة؛ لوضع مسار للمفاوضات المقبلة.
موقف مصر
الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت مصر عدم وجود "توافق" بينها وبين السودان وإثيوبيا على منهجية استكمال مفاوضات سد النهضة.
إذ ذكر بيان لوزارة الري المصرية، أنه "اجتمع وزراء المياه بمصر والسودان وإثيوبيا (عبر الاتصال المرئي)؛ لمناقشة الإطار الأمثل لإدارة المفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الإفريقي".
أضاف البيان: "اتضح خلال المناقشات عدم توافق الدول الثلاث على منهجية استكمال المفاوضات في المرحلة المقبلة".
كما تابع: "اتفقت الدول الثلاث على أن ترفع كل منها تقريراً لجنوب إفريقيا، بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، يشمل مجريات الاجتماعات".
التقرير أوضح أنه سيتضمن "رؤية كل دولة حول سُبل تنفيذ مخرجات اجتماعَي هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي على مستوى القمة".
خلافات
عقد الاجتماعان يومي 26 يونيو/حزيران، و21 يوليو/تموز الماضيين، وأقرا بأن تقوم الدول بإبرام اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، وفق بيان الري المصرية.
في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على أنه "لا توجد قوة" يمكنها أن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها التي خططت لها بشأن سد النهضة، عقب تحذير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من إمكانية قصف مصر للسد الإثيوبي.
قبل أن تبدأ الدول الثلاث، أواخر الشهر الماضي، في بحث سبل استئناف المفاوضات وعقد أكثر من اجتماع عبر الاتصال المرئي أحدثها اليوم؛ لدراسة منهجية للمفاوضات ووضع جدول أعمال محكم ومحدد لمسار التفاوض، بغية الوصول لاتفاق ملزم.
فيما لم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من السودان وإثيوبيا بشأن نتائج المباحثات التي انطلقت في وقت سابق من الأربعاء.
وتخشى القاهرة من تأثير سلبي للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب.
بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر ولا السودان، وإن السد ضروري لتوليد الكهرباء وتحقيق التنمية في إثيوبيا.