توفي المعارض الجزائري لخضر بورقعة، أحد أشهر مقاتلي حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، جراء إصابته بفيروس كورونا، وفق ما أعلنه التلفزيون الرسمي الجزائري الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
يعتبر بورقعة أحد أشهر قدماء محاربي حرب التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954/1962)، حيث كان برتبة رائد فيها، وبعد الاستقلال كان ضمن مؤسسي حزب "جبهة القوى الاشتراكية اليساري" المعارض عام 1963، إضافة إلى مشاركته في الحراك الذي أطاح بعبدالعزيز بوتفليقة.
وفاة بسبب كورونا: إذ ذكر التلفزيون الجزائري، الخميس، أن بورقعة (87 سنة) توفي ليلة الأربعاء/الخميس، بمستشفى تابع لإدارة الشرطة بعاصمة البلاد، بعدما دخله قبل أيام رفقة زوجته للعلاج من كورونا.
وفق ذات المصدر، فإن مستشار الرئيس الجزائري، عبدالحفيظ علاهم، زار بورقعة قبل أيام بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية.
كما ذكر التلفزيون الحكومي أنّ بورقعة سيوارى الثرى في "مربع الشهداء بمقبرة العالية"، حيث يرقد زعماء حرب الاستقلال والرؤساء المتوفون.
رمز لمساجين الرأي: بسبب مشاركته في الحراك وانتقاده رئيس أركان الجيش، الراحل الفريق أحمد قائد صالح، تمّ سجنه في يونيو/حزيران 2019. وكان خضع لجراحة قبل أن يُفرج عنه موقّتاً في انتظار محاكمته بتهمة "إهانة هيئة نظاميّة".
كما حوكم في مارس/آذار الماضي وطلبت النيابة سجنه عاماً نافذاً. وبعد تأجيلات عدّة، نطقت المحكمة بحكم غرامة قدرها 100 ألف دينار (حوالي 750 دولاراً).
بعد توقيف الرائد السابق في جيش التحرير الوطني (1954 – 1962)، صار بورقعة أحد أبرز شخصيّات الحراك، وأصبح في نظر المدافعين عن حقوق الإنسان رمزاً لجميع "المعتقلين السياسيّين ومساجين الرأي".
كما طالته حملة تشويه عبر وسائل الإعلام الرسميّة شكّكت حتّى في مشاركته في حرب التحرير من الاستعمار الفرنسي، قبل أن تتراجع وتعتذر له ولعائلته.
"شاهد على اغتيال الثورة": صدرت مذكرات بورقعة مطلع التسعينات تحت عنوان "شاهد على اغتيال الثورة" يروي فيها أهم وأبرز محطات حياته ويتحسر فيها على إبعاد الثوار الحقيقيين عن الساحة وتبديلهم بعملاء المستعمر وتصفية الحسابات بين الفرقاء في جزائر الاستقلال.
كما يعتبر من أهم المراجع التاريخية وأكثرها جرأة وصراحة. ويعتبر من الداعين إلى وضع جبهة التحرير في المتحف ومن المعارضين لطريقة تسيير البلاد.
كتابه يروي تفاصيل الكفاح المرير ضد قوات الاستعمار الفرنسي وعملائه والفترة التي أعقبت الاستقلال حتى حوالي عام 1968.
كما يسلط الضوء على بعض الأحداث التاريخية التي لا يزال يلفها الغموض وتتضارب حولها الآراء مثل قضية سي صالح زعموم ومفاوضته لديجول.
كذلك موقف مصالي الحاج من الثورة وذراعه العسكرية الجنرال بلونيس والحاج كوبيس، دون إغفال الصراع الذي دار بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وقيادة الأركان بقيادة العقيد هواري بومدين، ودور هذا الأخير في تنصيب بن بلة كأول رئيس للجزائر المستقلة قبل أن ينقلب عليه فيما يعرف بالتصحيح الثوري.
كما تطرق بشيء من التفصيل لـ"حركة 14 ديسمبر 1967″ التي قادها العقيد طاهر الزبيري في محاولة للإطاحة بحكم بومدين.