بعد أشهر من الاحتجاجات على العنصرية ووحشية الشرطة، أصبح في حكم المرجح الآن أن تشهد الولايات المتحدة مظاهرات شوارع، بسبب الانتخابات الرئاسية المليئة بالتشويق والإثارة، بعد أن ادعى الرئيس دونالد ترامب زوراً فوزه بها ودعا إلى وقف التصويت.
حيث تجمَّع نحو 100 شخص في مناسبة تجمع بين الأديان قبل مسيرة مزمعة عبر وسط مدينة ديترويت، بولاية ميشيغان، وهي ساحة ساخنة في المعركة الانتخابية، صباح الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020؛ للمطالبة بفرز كامل للأصوات وانتقال سلمي للسلطة، على حد تعبيرهم.
منع سرقة الانتخابات: قال داود وليد، وهو إمام مسلم: "نتجمع معاً يهوداً ومسيحيين ومسلمين؛ لرفع أصواتنا النابعة من ضمائرنا، ونقول إننا نريد السلام في مجتمعنا. سواء كنا ديمقراطيين أو جمهوريين، كلنا بشر وكلنا أمريكيون".
فيما دعا منشور الاحتجاج الناس إلى التحرك؛ لمنع ترامب من "سرقة الانتخابات".
كان نشطاء ذوو ميول ديمقراطية يخططون لتجمعات "حماية التصويت" في أنحاء ميشيغان عصر الأربعاء، وضمن ذلك تجمعات أمام مبنى الكابيتول (برلمان الولاية) في لانسينج.
حيث قال كيني ويليامز جونيور، المتحدث باسم "ديترويت أكشن"، وهي واحدة من مجموعات منظِّمة لمسيرة في ديترويت: "الرسالة هي أن ميشيغان تقاوم، وأنه يتعين احتساب كل صوت.. نعرف أن الجمهوريين سيجرّبون على الأرجح كل الحيل للفوز في هذه الانتخابات. لكننا نقولها بوضوح: يتعين احتساب كل الأصوات".
فيما لا تزال كفَّتا الميزان عالقتين بالفراغ في انتخابات صعبة، في ظل حقيقة أن بعض الولايات التي تشهد تنافساً شديداً لن تعلن النتيجة إلا بعد ساعات أو ربما أيام.
تزوير الانتخابات: في المقابل ادعى ترامب فوزه في الساعات الأولى من الصباح، وزعم دون استناد إلى أي أساس، تزوير الانتخابات، في هجوم غير عادي على العملية الانتخابية.
فيما قالت سكرتيرة ولاية ميشيغان، جوسلين بنسون، للصحفيين، إن ميشيغان ما زالت تفرز عشرات الآلاف من بطاقات الاقتراع، ومن المتوقع ظهور حصيلة غير رسمية بنهاية اليوم.
في المقابل يتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بفارق ضئيل على ترامب بعد فرز نحو 96% من الأصوات في الولاية، بحسب صحيفة ديترويت فري برس. وقال ائتلاف "حماية النتائج" الذي يضم أكثر من 130 مجموعة، إنه نظم نحو 500 احتجاج في أنحاء البلاد.
منع فرز الأصوات: قال آدم جرين، الشريك المؤسس للجنة حملة التغيير التقدمي وهي مجموعة تدعم الديمقراطيين اليساريين: "هناك معياران: أحدهما أن ترامب يحاول بشكل رسمي، منع فرز الأصوات، والآخر أنه يعلن كذباً أنه فاز، وقد فعل الشيئين الليلة الماضية".
في حين لم تتحول مخاوف العنف إلى حقائق، أمس الثلاثاء، عندما خرج ملايين الأمريكيين للتصويت. فلم يتم الإبلاغ إلا عن عدد قليل من الحوادث في يوم انتخابات هادئ.
إلى ذلك تصاعدت المخاوف من احتمال اندلاع اضطرابات بعد صيف احتجاجات ساخن، تحوَّل بعضها إلى العنف، بسبب غياب العدالة بين الأجناس بعد أن ضغط شرطي على رقبة الأمريكي الأسود جورج فلويد حتى فارق الحياة بمنيابوليس في مايو/أيار.