اعتقلت الشرطة الأمريكية، الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عشرة أشخاص في مدينة بورتلاند الأمريكية، وصادرت مفرقعات وآلات حادة وبندقية بعد مظاهرات وقعت في ساعة متأخرة من الليل، في حين استعانت كيت براون، حاكمة أوريجون، بالحرس الوطني للتصدي "لعنفٍ واسع النطاق" خلال ساعات الليل، بعد عملية التصويت في انتخابات الرئاسة.
شرطة بورتلاند نفذت عمليات الاعتقال بعد أن أعلنت عن حدوث أعمال شغب بوسط المدينة، في حين قالت شرطة نيويورك، إنها ألقت القبض على نحو 50 شخصاً في احتجاجات اندلعت بالمدينة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء.
كما شوهدت مظاهرات، مساء الأربعاء، في عدد من المدن الأخرى، منها أتلانتا وديترويت وأوكلاند، حيث طالب نشطاء بمواصلة فرز الأصوات دون عوائق.
كما تجمَّع نحو 100 شخص، الأربعاء، لحضور فعالية عن العلاقات بين الأديان، قبل مسيرة في وسط مدينة ديترويت بولاية ميشيغان التي شهدت معارك انتخابية حامية، مطالبين بإحصاء كامل للأصوات، وما وصفوه بالانتقال السلمي للسلطة.
وكان تحالف "الشركاء المحليون لحماية النتائج"، الذي يضم أكثر من 165 مؤسسة وجماعة ونقابة قد نظم ما يزيد على 100 فعالية في أنحاء البلاد ما بين الأربعاء والسبت.
استعداد وترقُّب: ويأتي هذا بعد أن ساد الخوف بين المواطنين الأمريكيين، حيث بدأت متاجر في عديد من الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ إجراءات احتياطية لحماية نفسها؛ خوفاً من اندلاع أعمال عنف كبيرة وشغبٍ ليلة الانتخابات الرئاسية، التي انطلقت يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وما بعدها، فيما تستعد بعض الولايات لنشر الحرس الوطني.
كما نشرت وسائل إعلام أمريكية صوراً لعديد من الولايات الأمريكية، أظهرت وضع أصحاب متاجر ألواحاً خشبية كبيرة على الواجهات؛ خشية تعرُّض ممتلكاتهم للنهب أو أي أعمال عنف محتملة بين أنصار المرشحَين، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي جو بايدن.
وكالة Blomberg الأمريكية ذكرت، الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن شارع روديو درايف في ولاية فيلادلفيا سيكون مغلقاً يوم الانتخابات، كما أشارت إلى أن منطقة الجادة الخامسة في ولاية نيويورك ستبقى مفتوحة، لكنها ستُغلَق فوراً في حال اندلعت اضطرابات.
وفي واشنطن يتشابه الوضع مع بقية الولايات الأخرى، إذ ذكر موقع صحيفة USA Today الأمريكية، أنه في العاصمة واشنطن وَضَعت فنادق، وأبنية مكاتب، ومقاهٍ، ومحلات، ومطاعم ألواحاً خشبية لحماية نفسها، إضافة إلى بعض الحواجز المؤقتة.
الموقع نقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن أصحاب الأعمال تعلَّموا الدرس، في إشارة إلى مخاوفهم مما حدث عندما اندلعت أعمال عنف، على خلفية احتجاجات الصيف الماضي، رداً على قتل الشرطة جورج فلويد أثناء اعتقاله.
مخاوف من السلاح: ويعد الانتشار الكبير للسلاح بين الأمريكيين من بين أبرز المخاوف في الولايات المتحدة خلال الانتخابات وما بعدها، خصوصاً إذا ما خسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تؤيده ميليشيات مسلحة.
في هذا السياق، كان موقع Salon الأمريكي قد نشر تقريراً بعنوان "هل يقبل أنصار ترامب الهزيمة؟ إذا خسر فقد تصبح الأمور قبيحة"، رصد رسائل الرئيس المتكررة لأنصاره بأنه مستحيل أن يخسر، ما يجعلهم متحفزين لرد فعل عنيف تزداد مؤشراته كلما اقترب يوم الحسم، واتضح أكثر أنَّ تقدُّم بايدن ثابت، عكس ما كانت الأمور مع هيلاري كلينتون في المرة الماضية.
لذا تعيش القاعدة الانتخابية لترامب هذه الأيام في سيناريو واحد، وهو أن الرئيس سيحقق انتصاراً ساحقاً في صناديق الاقتراع، على حساب جو بايدن و"الإعلام الكاذب" واستطلاعات الرأي "الموجهة"، وبين هذه القاعدة توجد ميليشيات شديدة التأييد لترامب ومستعدة لتنصيبه رئيساً بالقوة، بحسب الموقع الأمريكي.
وكان استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز، قد أظهر أن 4 من كل 10 من الأمريكيين لن يقبلوا هزيمة مرشحهم في هذه الانتخابات، وقال 22% من المستطلعين الديمقراطيين، إنهم سيحتجون في الشوارع إذا فاز ترامب حتى لو وصل الأمر للعنف، و16% من أنصار ترامب أكدوا السيناريو نفسه في حالة هزيمته.