بدأ يوم ثانٍ من المظاهرات المتنافسة في بعض الأحيان والتي خرجت في وقت مبكر من الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بمدينة فيلادلفيا ومدن أخرى؛ لتأكيد ضرورة نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع استمرار عمليات إحصاء الأصوات في عدد قليل من الولايات التي ستحسم النتيجة.
مؤيدو جو بايدن احتشدوا لرفع شعار "أحصوا كل صوت"، اعتقاداً منهم أن حساب جميع الأصوات سيُظهر فوز نائب الرئيس السابق، على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
بينما رد أنصار ترامب المتحمسون بالمطالبة بـ"حماية الأصوات"، دعماً لجهود حملته لإلغاء بعض فئات بطاقات الاقتراع، ومنها التي سُلمت عن طريق البريد.
تجمع أنصار المعسكرين أمام مركز لإحصاء الأصوات في فيلادلفيا الخميس، حيث يعمل موظفو الانتخابات وسط عدد ضخم من بطاقات الاقتراع التي وردت بالبريد ولم تُحصَ بعد، وستحدد ما إذا كان بايدن أم ترامب، سيحصل على 20 صوتاً حاسماً في السباق من ولاية بنسلفانيا.
احتشدت مجموعة من مؤيدي ترامب، وهم يحملون رايات عليها صور الرئيس الجمهوري ونائبه مايك بنس، ولافتات مكتوباً عليها "التصويت يتوقف يوم الانتخابات". وفي الجهة المقابلة من الشارع وقف أنصار بايدن يرقصون على أنغام الموسيقى خلف حاجز. ومن المقرر تنظيم تجمعات مماثلة في وقت لاحق من اليوم، في هاريسبورغ عاصمة بنسلفانيا.
سكوت بريزلر وهو ناشط مؤيد لترامب، قال إنه نظم مسيرة "أوقِفوا السرقة"، في هاريسبورغ؛ لضمان احتساب الأصوات القانونية فقط.
وأضاف بينما كان في طريقه إلى هاريسبورغ: "أريد أن ألفت انتباه الناس في أنحاء البلاد كي يتحركوا.. أريدهم أن يحتجوا ويُظهروا بقوةٍ أننا لن نسمح بسرقة هذه الانتخابات بأوراق اقتراع مزورة". أما بوب بوسوني، وهو عامل متقاعد يبلغ من العمر 70 عاماً ويدعم بايدن بقميص "عدّ كل صوت"، فقال: "لا يمكننا السماح بتخويف العاملين في إحصاء الأصوات".
رغم اكتمال الإحصاء بالفعل في ميشيغان، حيث توقعت وسائل الإعلام فوز بايدن، لوَّح بضع عشرات من أنصار ترامب بأعلام ولافتات أمام مركز الفرز في ديترويت.
إليزابيث فوي (74 عاماً)، وهي متخصصة متقاعدة في صحة الأسنان من تروي بولاية ميشيغان، قالت إنها تشك في إحصاء مسؤولي الانتخابات جميع أصوات المحافظين. وشَكَتْ من عدم السماح لمراقبي الانتخابات الجمهوريين بالدخول إلى مركز إحصاء في ديترويت، وهو أمر غير صحيح.
وأضافت: "رسالتي هي ضرورة سلامة العملية الانتخابية. أعمل من أجل بلادي، لأجعل بلادي حرة وآمنة".
في واشنطن سار موكب من السيارات والدراجات ببطء في شوارع العاصمة؛ للاحتجاج على "هجوم على العملية الديمقراطية" من جانب ترامب و"داعميه"، حسب الموقع الإلكتروني للمجموعة.
معظم المظاهرات كانت في مدن بأنحاء البلاد سلمية وصغيرة، وفي بعض الأحيان لم يشارك فيها سوى بضع عشرات من الأشخاص الذين يرفعون لافتات في وسط المدينة.
مظاهرات قليلة أدت الأربعاء إلى اندلاع اشتباكات مع الشرطة. وخرجت المظاهرات لأسباب، منها تصريحات ترامب عقب الانتخابات يوم الثلاثاء والتي طالب خلالها بوقف إحصاء الأصوات، وقدَّم مزاعم لا أساس لها عن حدوث تزوير.
الشرطة في مدن نيويورك ودنفر ومينيابوليس وبورتلاند بولاية أوريغون، أفادت بأنها ألقت القبض على بعض المتظاهرين، بتهمة عرقلة حركة المرور في الغالب أو جنح مماثلة.
إلى ذلك دعا جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة، مؤيديه إلى "الصبر"، وأعرب عن ثقته بالفوز بالاقتراع مع استمرار عد الأصوات، وقال: "حافِظوا على إيمانكم يا رفاق. سنفوز بهذه (الانتخابات)".
أما ترامب مرشح الحزب الجمهوري، فأعلن رفضه احتساب أصوات الناخبين التي يتم تسلمها بعد يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، بينما طلبت حملته إعادة فرز الأصوات في ويسكونسن، ورفعت دعوى قضائية في ولاية ميشيغان؛ لمنع فرز الأصوات، وطالبت أيضاً بالوصول إلى مواقع فرز الأصوات في ميشيغان وبنسلفانيا، ليتمكن أفرادها من عد كل بطاقة اقتراع.