لجنة الاستخبارات بـ”الشيوخ” الأمريكي تخشى وقوع أزمةٍ دستورية بفعل حملات التشكيك في موثوقية الانتخابات

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/02 الساعة 22:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/02 الساعة 22:57 بتوقيت غرينتش
أنصار للرئيس دونالد ترامب/رويترز

قال موقع Axios الأمريكي نقلاً عن مصادر تضم مشرعين بارزين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن أعضاء اللجنة يعيشون مخاوف تتعلق بالأيام التالية مباشرة للانتخابات الرئاسية الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني، واحتمال شنِّ "حملة تشكيك واختراق للوعي العام" (perception hack) تدفع تداعياتها بالبلاد إلى براثن أزمة دستورية.

سبب أهمية الأمر: شبكات نشر المعلومات المضللة، الأجنبية والداخلية على حد سواء، لديها فرصة كبيرة للطعن في نزاهة الانتخابات الأمريكية. وهذه الأهداف قد تتلقى تعزيزاً آخر إذا شارك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في التشكيك في مصداقية المنظومة.

ترامب وبايدن

حول هذه النقطة قال السيناتور أنغوس كينغ: "نحن في لحظة خطيرة حقاً؛ بدرجة تدفعني إلى القول إن الترياق الوحيد وقتها سيكون انهياراً أرضياً".

المناقشات المترددة داخل اللجنة: يقول أعضاء كبار في اللجنة، إن الشاغل الرئيسي داخلها حالياً هو الخوف من أن يزرع خصوم أمريكا الخارجيون، وبالتحديد روسيا وإيران، قدراً كافياً من الشكوك للطعن في مصداقية الانتخابات، بحيث تزدهر هذه الشكوك بفعل الدعاية الحزبية؛ ومن ثم الترويج بأن هذه الانتخابات ما هي إلا عملية احتيال محضة.

كما قالوا إن الخصوم لا يحتاجون تغيير وجهة الأصوات الانتخابية. ولا يحتاجون حتى مسح قوائم التسجيل. كل ما عليهم هو إثارة الشك. وكل ما يحتاجونه هو بث التساؤلات والتشكيك؛ حتى يكون لدى أولئك المستعدين للقول إن الانتخابات كانت مزورة أو غير عادلة أو مُوجَّهة، بعض الأدلة التي يمكنهم الاستناد إليها لرفع ذلك الادعاء.

هذه الشكوك، على حد وصفهم، من المرجح أن تأتي على هيئة منشورات تضليل فيروسية الانتشار على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، "بحلول الوقت الذي ندرك فيه أن هذه الشكوك مزيفة، يكون الأوان قد فات. نصف سكان البلاد سيُصدّقون، والنصف الآخر محكوم بتصديق الطرف الآخر، وبعد ذلك سيعتقد أحد الطرفين أن الآخر قد زوّر الانتخابات لصالحه".

في هذا السياق، أشار أحد أعضاء اللجنة إلى أن هذه المشكلة قد تتفاقم إذا كان الرئيس نفسه من الذين يسلطون الضوء على هذه الرسائل ويعمدون إلى نشرها.

الرئيس الامريكي دونالد ترامب/رويترز

السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، أحد أعضاء لجنة الاستخبارات، قال لموقع Axios: "خلال الأشهر الأخيرة، جاءت حملات اختراق الوعي العام من البيت الأبيض ذاته، من خلال مساعدته في نشر معلومات مضللة حول نزاهة الانتخابات. وهي سردية يُمكن للخصوم الأجانب استغلالها والعمل على نشرها".

قلة من النواب الجمهوريين أبدوا استعدادهم لتسجيل آرائهم بشأن الأمر قبل الانتخابات، ليقولوا إنهم هم أيضاً قلقون بشدة من تأجيج ترامب لهذه المخاوف، لكنَّ كثيرين أقروا سراً بأن الرئيس قد وضعهم في موقف حرج، في هذه الانتخابات التي يواجهه فيها جو بايدن المدعوم من باراك أوباما.

من ضمن من تحدثوا أحد مساعدي اللجنة، وهو عضو جمهوري، "ماذا تفعل عندما يكون زعيم حزبك هو الشخص الذي يوفر الوقود الذي يُمكن أن تستخدمه الجهات الأجنبية؟" [لتأجيج ادعاءات الافتقار إلى الموثوقية في الانتخابات].

القائم بأعمال السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، قال إن كل أمريكي عليه "توخي الحذر قبل تصديق أو نشر أي ادعاءات حساسة لم يجر التحقق منها بشأن الأصوات أو عملية التصويت ذاتها"

وأضاف أن الخصوم الأجانب قد يحاولون "تنظيم عملية ترويع وهمية للناخبين، أو نشر مزاعم حساسة في اللحظات الأخيرة أو استهداف الأنظمة الانتخابية والبنية التحتية بالهجوم، أو ببساطةٍ ترك الانطباع بأنهم غيّروا أو تلاعبوا بهذه الأنظمة".

على الجانب الآخر، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لموقع Axios: "لقد حظيت عملية تأمين الانتخابات بتركيز أكبر في عهد ترامب أكثر من أي إدارة قبله".

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما – رويترز

خلاصة القول: يقول مراسل موقع Axios المتخصص بالأمن السيبراني، زاك دورفمان، إن حملة التضليل التي ستنفذها الاستخبارات الأجنبية ستعتمد على الانقسامات المحلية التي شاهدوها تتفشى بفعل تصريحات الرئيس نفسه. وكتب دورفمان: "الأمر يشبه بدرجة كبيرةٍ مجرد تجهيز مضخة لنشر معلومات الحملات المضللة".

لتجنُّب الوقوع في هذا الفخ، يقول السيناتور وارنر إن الأمريكيين يجب أن "يكونوا أذكياء" وأن "يصوتوا بثقة". وأضاف: "يجب ألا تبالغ في رد فعلك تجاه الأشياء التي قد تراها على شبكة الإنترنت وتبدو مثيرة للتشكيك أو التساؤل. والولايات المتحدة لديها بالفعل كثير من الأشخاص الأذكياء في كل من الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات، وكلها تعمل على الحد من انتشار المعلومات المضللة؛ ومن ثم تجب إتاحة الفرصة لهم للقيام بعملهم".

تحميل المزيد