تواصلت موجة الغضب والاستياء حيال استغلال النفوذ الوظيفي بمصر، جراء انتشار مقطع مصور على منصات التواصل لواقعة اعتداء نجل قاض على شرطي جنوبي القاهرة وقد تداول النشطاء مقولة "ابن المستشار فوق القانون" في إشارة إلى الأزمة التي حدثت.
فقبل أيام تداول مغردون على منصات التواصل بمصر، مقطعاً مصوراً لطفل (13 عاماً) يقود سيارة خاصة بسرعة رفقة أقرانه في حي المعادي (جنوبي القاهرة)، ويقوم بالاستهزاء والاعتداء على شرطي مرور حاول أن يستوقفه.
اختلال توازن الشرطي: كما أوضح المقطع أيضاً تحرك الطفل بسرعة، ما أدى إلى اختلال توازن الشرطي وسقوطه على الأرض، الأمر الذي أثار غضب واستياء الكثيرين، مطالبين بضرورة محاسبة الطفل وولي أمره.
فيما أصدرت النيابة العامة المصرية، الأحد بياناً بشأن الواقعة، والتي تبين فيها أن الطفل هو نجل أحد القضاة (مستشار)، وكان يقود السيارة بصحبة زملاء له، وقام أحدهم بتصوير الواقعة.
حيث ذكر البيان أن النيابة العامة استجوبت الطفل الذي قال إن "السيارة التي كان يقودها، خلال الواقعة، مملوكة لصديق والده الذي اشتراها من الأخير، وإنه يومئذ وخلال تواجده بمسكن صديق والده اختلس مفاتيح السيارة للتنزه بها من غير علم مالكها".
البيان تابع: "قررت النيابة العامة في ضوء أحكام قانون الطفل والتي ألزمت بعدم الحبس الاحتياطيّ للطفل الذي لم يتجاوز 15 عاماً، تسليمه إلى ولي أمره، مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه وحسن رعايته وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك".
مقطع فيديو آخر: وعقب ذلك تداولت وسائل إعلام محلية، مقطعاً مصوراً آخر للطفل نفسه يقود سيارة أخرى برفقة أقرانه أيضاً، وهو يوجه حديثه لشرطي مرور باستهزاء قائلاً: "خد (تعالى) يا ابني، واقف بتعمل إيه هنا (ماذا تفعل هنا؟)"، وقال أحد رفاق الصبي "سيادة المستشار ده (هذا)" في إشارة للطفل قائد السيارة.
في حين دشن مغردون هاشتاغاً (وسماً) باسم "ابن المستشار" عبروا خلاله عن غضبهم حيال ما اعتبروه "تعامل السلطات بازدواجية مع المتهمين"، لا سيما أن والد المتهم في الواقعة ذو حيثية ونفوذ وظيفي في مصر.
حيث تساءل حساب باسم "روجير" على تويتر ساخراً: "معقولة ابن مستشار يتحبس يعني؟ حق الدولة وحق أمين الشرطة عند ربنا".
فيما قال حساب باسم "نوفي" على تويتر: "لو ابني حقيقي وعمل كده هاسففه تراب البلد (في إشارة للقسوة في التربية) وفي النهاية الفيصل بينا القانون والقانون بيقول يتسلم للمؤسسة العقابية".
بدوره، وجه حساب باسم "أوناي" على تويتر، تعليقه لوالد الطفل قائلاً: "انت ما عرفتش (لم تعرف) تربي ابنك قبل ما تكون مستشار وتحكم في قضايا الناس؟!. انظر في قضيتك الأهم وروح ربي ابنك (تفرغ لتربية ابنك)".
كما انتقد حساب باسم "نورا عطية" على تويتر، قرار النيابة المصرية العامة بشأن الواقعة، قائلاً: "وكأن النيابة فصّلت (قامت بتفصيل) قانون مخصوص علشان (من أجل) ابن مستشار".
فيما علق حساب باسم "محمد طلعت" على المقطع المصور الثاني للطفل، قائلاً: "دا طلع تخصص في الاستهزاء والاعتداء على رجال المرور.. لازم (لا بد) ياخدله سنتين أو تلاتة في الأحداث (مؤسسة عقابية لمن أقل من 18 عاماً) علشان يتربى (من أجل التربية)".
استدعاء النيابة العامة: وبعد الإفراج عن الطفل بساعات قام بنشر مقطع فيديو آخر هاجم فيه منتقديه ما دفع الأجهزة الأمنية لاستدعائه مرة أخرى حيث جاء الاستدعاء لـ"طفل السيارة"، بسبب نشره مقطع فيديو جديداً، مساء الأحد، عبر تطبيق الصور، "إنستغرام"، عقب تسليمه لأسرته من قبل النيابة، وتغريم مالك السيارة "صديق والد الطفل" 10 آلاف جنيه بتهمة تعريض طفل للخطر، بشرط "التعهد بالمحافظة عليه وحسن رعايته والتعهد بإخضاعه للتأهيل ولجلسات تعديل السلوك".
وكأن "طفل السيارة" لم يستوعب الدرس جيداً، ظهر خلال الفيديو الجديد، برفقة 4 من أصدقائه، مُتحدثين بألفاظ غير لائقة، كما تبادلوا السب مع المتابعين، إذ ردّد: "اللي هيشتم هنشتمه، إحنا نحبس منتحبسش"، وسط تعليقات من أصدقائه "كفارة يا حريقة".
