أعادت مجموعة "وولمارت" الأمريكية العملاقة في مجال البيع بالتجزئة، الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول 2020، الأسلحة والذخائر إلى رفوف متاجرها، غداة قرار اتخذته بسحبها إثر تظاهرات عنيفة في فيلادلفيا، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
كانت تجمعات إثر مقتل رجل أسود على يد شرطيين، تطورت إلى عمليات نهب، الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى توقيفات عدة. وأظهرت تسجيلات فيديو التقطتها وسائل إعلام محلية، قبل أيام، متجراً كبيراً من سلسلة "وولمارت" يتعرض للنهب في شمال مدينة فيلادلفيا.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رسالة للسلسلة أن "الحوادث بقيت معزولة جغرافياً، وقد اتخذنا قراراً ببدء إعادة المنتجات إلى الرفوف". ويأتي هذا القرار قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها الثلاثاء.
الخوف من الاضطرابات: قبل ذلك قال تقرير صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إن شركة وول مارت أزالت جميع الأسلحة والذخيرة من رفوف العرض بمتاجرها في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، سعياً لاستباق أية سرقات محتملة للأسلحة إذا اقتُحِمَت المتاجر خلال الاضطرابات المدنية.
لفتت شركة البيع بالتجزئة العملاقة، التي تبيع الأسلحة النارية في نحو نصف متاجرها الأمريكية البالغ عددها 4700، إلى أنه لا يزال بإمكان العملاء شراء الأسلحة والذخيرة بالطلب على الرغم من أنها لم تعُد معروضة.
إذ قال متحدث باسم شركة وول مارت: "شهدنا بعض حوادث الاضطرابات المدنية في مناطق نائية؛ لذا مثلما فعلنا في عدة مناسبات على مدار السنوات القليلة الماضية، نقلنا أسلحتنا النارية وذخائرنا من طوابق المبيعات في إجراء احترازي لحفظ سلامة شركائنا وعملائنا". وأضاف أنَّ الشركة لم تقرر بعد إلى متى ستبقى هذه الأغراض بعيدة عن الأنظار.
في رسالة إلى مديري المتاجر يوم الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول، طلبت وول مارت من الموظفين سحب الأسلحة من الأرفف "بسبب الاضطرابات الحالية في المناطق النائية من البلاد وبدافع من الحذر الشديد".
كانت وول مارت قد أبعدت أيضاً الأسلحة والذخائر عن أرفف المتاجر خلال فصل الصيف الماضي في أعقاب مقتل جورج فلويد بأيدي رجال شرطة، حين تعرضت العديد من متاجر وول مارت للتدمير.
أكبر بائع أسلحة بأمريكا: مع ذلك، تظل وول مارت، أكبر بائع تجزئة في البلاد، من كبار بائعي البنادق والذخيرة بالرغم من تقليص المعروضات. وفي العام الماضي، توقفت عن بيع الذخيرة التي يمكن استخدامها في البنادق نصف الآلية والمسدسات اليدوية بعد واقعة إطلاق نار في متجر وول مارت في مدينة إل باسو بولاية تكساس، التي خلفت 23 قتيلاً.
في عام 2018، رفعت الشركة الحد الأدنى للسن المسموح له بشراء البنادق أو الذخيرة إلى 21 عاماً بعد إطلاق نار مميت في مدرسة ثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا.
إذ ارتفع الطلب على الأسلحة النارية ارتفاعاً كبيراً هذا العام وفقاً لإحصائيات مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو وكيل لمبيعات الأسلحة. إضافة إلى ذلك، أفادت مؤسسة National Shooting Sports Foundation -وهي مجموعة تجارية متخصصة في صناعة الأسلحة النارية- بتحقيق رقم قياسي قدره 12.1 مليون عملية تفتيش للأسلحة النارية في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز، بزيادة قدرها 72% عن الفترة نفسها من العام الماضي.