قالت مصادر مطلعة، الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن جماعة المتسللين الروس المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، استهدفت في وقت سابق من هذا العام، حسابات بريد إلكتروني تخص الحزب الديمقراطي بولايتي كاليفورنيا وإنديانا، ومراكز بحثية مؤثرة في واشنطن ونيويورك.
محاولات التسلل التي رصدت شركة مايكروسوفت الكثير منها خلال الصيف، نفذتها جماعة يطلق عليها (فانسي بير). ويتيح نشاط المتسللين نظرة ثاقبة على طريقة استهداف المخابرات الروسية للولايات المتحدة في الفترة التي تسبق انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
الجهات المستهدفة التي تعرفت عليها رويترز، ومن بينها مركز التقدم الأمريكي ومجلس العلاقات الخارجية ومؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومقرها واشنطن، قالت إنها لم ترصد أي دليل يشير إلى نجاح محاولات الاختراق.
فانسي بير تخضع، حسب "رويترز"، لسيطرة المخابرات العسكرية الروسية وكانت هي المسؤولة عن اختراق حسابات البريد الإلكتروني لموظفي المرشحة الديمقراطية السابقة لانتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون في الفترة التي سبقت انتخابات 2016، بحسب لائحة اتهام قدمتها وزارة العدل في عام 2018.
حاولت اختراق أكثر من 200 مؤسسة: تأتي أخبار القرصنة الروسية في أعقاب إعلان شركة مايكروسوفت، الشهر الماضي، أن فانسي بير حاولت اختراق أكثر من 200 مؤسسة، وقالت شركة البرمجيات إن الكثير من هذه المؤسسات ترتبط بانتخابات 2020. وتمكنت مايكروسوفت من الربط بين حملة التجسس الإلكتروني هذا العام والمتسللين الروس من خلال خطأ برمجي فيما يبدو، سمح للشركة بتحديد نمط هجوم تتفرد به فانسي بير، وفقاً لتقييم من مايكروسوفت اطلعت عليه "رويترز". وامتنعت مايكروسوفت عن التعليق على النتائج التي توصلت إليها "رويترز".
"رويترز" قالت إنه لم يتسنَّ لها تحديد مدى ما وصلت إليه عمليات التجسس. وقال مكتب مدير المخابرات العامة في أغسطس/آب، إن العمليات الروسية كانت تحاول تقويض حملة المرشح الرئاسي جو بايدن.
المتحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي كريس ميجر، قال إنه "ليس من الغريب" أن تحاول أطراف أجنبيةٌ التدخل في الانتخابات. وقالت السفارة الروسية في واشنطن، إنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، ونفت أي صلة لها بجماعة فانسي بير، ووصفت المزاعم بـ"الكاذبة". ولم ترد حملة ترامب على الرسائل.
على مدى شهور الصيف، قامت وحدة متخصصة بالأمن الإلكتروني في مايكروسوفت ووكلاء من جهات إنفاذ القانون الاتحادية بإخطار العديد من الجهات المستهدفة التي كانت في مرمى هجمات فانسي بير، حسبما قالت 6 مصادر على دراية بالموضوع. وتوصلت رويترز إلى أن شركة إس.كيه.دي.كيه نيكربوكر، وهي شركة ضغط متحالفة مع المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، كانت واحدة من هذه الأهداف في الشهر الماضي.
وقال دون سميث من شركة الأمن الإلكتروني سكيور ووركس، إن استهداف الديمقراطيين في إنديانا وكاليفورنيا، والذي أكده 4 أشخاص مطلعين على الأمر، يشير إلى أن الروس "يلقون شباكهم على نطاق واسع".
الحزب الديمقراطي بإنديانا قال في بيان، إنه ليس على علم بأي محاولات اختراق ناجحة. واعترف رئيس الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا راستي هيكس، بأنه مستهدف، لكنه لم يذكر اسم فانسي بير، وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "جهود الكيان الأجنبي لم تنجح". ورفض مكتب التحقيقات الاتحادي التعليق.
هجمات على منظمات غير ربحية ذات نفوذ: استهدفت فانسي بير أيضاً مؤسسات فكرية وبحثية ومنظمات معنية بالسياسة الخارجية ذات نفوذ في واشنطن.
وكان من بينها مركز التقدم الأمريكي، وهو جماعة ذات ميول يسارية كان مؤسسها جون بوديستا، في قلب عملية الاختراق والتسريب الروسية عام 2016، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر.
متحدث باسم مركز التقدم الأمريكي قال إن المركز لم يتعرض للاختراق وامتنع عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وكان من بين الأهداف الأخرى لـ"فانسي بير" في 2020، مجلس العلاقات الخارجية ومقره نيويورك ومؤسسة كارنيغي ومقرها واشنطن ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وجميعها تم إخطارها من قبل مايكروسوفت، بحسب مصادر مطلعة في هذه المؤسسات.