قطع مهاجم يحمل سكيناً رأس امرأة وقتل اثنين آخرين في هجوم بكنيسة في مدينة نيس الفرنسية الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، ليعبن الرئيس إيمانويل ماكرون أن فرنسا تعرضت لهجوم من إرهابي إسلامي وقال إنه سينشر آلاف الجنود الإضافيين لحماية المواقع الهامة ومنها أماكن العبادة والمدارس.
ماكرون أضاف في تصريحات من موقع الهجوم إن فرنسا تتعرض للهجوم "بسبب قيمنا، بسبب رغبتنا في الحرية، وبسبب إمكانية التمتع بحرية العقيدة على ترابنا".وأضاف "وأقولها ثانية اليوم بوضوح كبير: لن نرضخ".
وبينما حرص ماكرون على لصق الحادثة بالإسلام ظهر رئيس الوزراء الكندي ليدلي بتصريحات في تعليقه على حادث كنيسة نيس وكأنه يرد على الرئيس الفرنسي حيث قال إن "المجرمين والإرهابيين والقتلة بدم بارد، الذين ينفذون مثل هذه الهجمات، لا يمثلون الإسلام".
ترودو أضاف أن حادثة الطعن "عمل إرهابي بشع"، معرباً عن إدانته إياها وقال إنها "أعمال إجرامية شنيعة، وظالمة بكل الأحوال وإهانة لقيمنا كافة، فمن ينفذ هذه الهجمات مجرمون وإرهابيون وقتلة بدم بارد لا يمثلون الإسلام".
هوية المتهم: مصدر بالشرطة قال لرويترز إن جهات إنفاذ القانون تعتقد أن المهاجم تونسي يبلغ من العمر 21 عاماً دخل فرنسا في الآونة الأخيرة قادماً من إيطاليا. وقال مصدر أمني تونسي ومصدر بالشرطة الفرنسية في وقت لاحق إن اسم المشتبه به إبراهيم العويساوي.
المتحدث القضائي محسن الدالي في تونس قال إن "القطب القضائي لمكافحة الإرهاب فتح تحقيقا عدليا في شبهة تورط تونسي في هجوم نيس الإرهابي".
تأتي هجمات اليوم الخميس في وقت يتصاعد فيه غضب العالم الإسلامي من دفاع فرنسا عن نشر رسوم كاريكاتيرية ساخرة من النبي محمد الذي تحل اليوم ذكرى مولده. وندد محتجون بفرنسا خلال مسيرات في عدد من الدول الإسلامية.
وبعد هجوم نيس، رفع رئيس الوزراء جان كاستيكس حالة التأهب الأمني في فرنسا إلى أعلى مستوياته. وقال إستروزي إن المهاجم ظل يردد "الله أكبر" حتى بعدما ألقت الشرطة القبض عليه.
مصدر بالشرطة أفاد بأن رجلا مسلحا بسكين دخل إلى الكنيسة في التاسعة صباحا تقريبا (0800 بتوقيت جرينتش) وذبح خادم الكنيسة وقطع رأس امرأة مسنة وأصاب امرأة ثالثة إصابة خطيرة.
كما قال إستروزي للصحفيين إن خادم الكنيسة والمسنة توفيا في المكان بينما تمكنت المرأة الثالثة من مغادرة الكنيسة ودخول مقهى قريب لكنها توفيت هناك. ولم تُعلن بعد أسماء الضحايا.
فيديو لحظة إطلاق النار للتعامل مع حالة الطعن
إدانات عربية وإسلامية: أدانت مؤسسات إسلامية ودول عربية، واقعة الطعن التي شهدتها مدينة نيس، جنوبي فرنسا، الخميس، وأودت بحياة 3 أشخاص، وإصابة آخرين.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومقره العاصمة القطرية الدوحة قال إنه "يدين ويستنكر هذه الجريمة الهمجية النكراء، أيا كان فاعلها، وأيا كانت دوافعه وأهدافه"، بحسب بيان لأمينه العام علي القره داغي، ورئيسه أحمد الريسوني.
الاتحاد أضاف أنه "يؤكد مرة أخرى براءة الإسلام وأمة الإسلام من هذا العمل الإجرامي، وأن الإسلام الحنيف – مجسداً في عامة المسلمين وعلمائهم ومؤسساتهم – يعتبر مثل هذه الأعمال محرمة أشد التحريم وخارجة عن مبادئ الإسلام وقيمه وأحكامه".
كما أكد الأزهر، في بيان باسم شيخه أحمد الطيب، "إدانة الهجوم الإرهابي البغيض بشدة، الذي وقع صباح الخميس، بالقرب من كنيسة نوتردام في نيس".
الطيب أضاف : "لا يوجد بأي حال مبررٌ لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية".
وأعربت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية عن استنكارها الشديد، للهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من كنيسة نوتردام. وأوضحت الأمانة، في بيان، أن الإرهاب مدان أيًا كان مصدره وتحت أي ذريعة، وأن واجب العقلاء أن يتنادوا إلى ما يبث روح التسامح والتعاون البناء في العالم.
كما حذر ديوان الوقف السُني في العراق (رسمي يرتبط بمجلس الوزراء)، من تصاعد خطاب العنف والكراهية عالمياً، فيما أدان في الوقت ذاته واقعة الطعن في فرنسا. رئيس الديوان سعد كمبش، في بيان قال إن ديوان الوقف السُني يحذر من تصاعد خطاب العنف والكراهية، معربا عن إدانته بشدة الهجوم الإرهابي البغيض الذي وقع صباح الخميس بالقرب من كنيسة نوتردام.
دولة قطر في بيان صدر عن وزارة خارجيتها أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحادث الطعن الذي وقع داخل كنيسة في مدينة نيس الفرنسية، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وجدد البيان، تأكيد موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب مشدداً على رفض دولة قطر التام استهداف دور العبادة وترويع الآمنين.
كذلك أدان الأردن واقعة الطعن، وأكد متحدث الخارجية، ضيف الله الفايز، في بيان، إدانة واستنكار المملكة لهذه الجريمة "الإرهابية".
واستنكر الفايز جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف دون تمييز الجميع وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية".
فيما قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري: "أشد الإدانة والاستنكار للهجوم الإجرامي الشنيع على كنيسة نوتردام". وأضاف الحريري، عبر "تويتر": "الإرهاب لا دين له، وجميع المسلمين مدعوون لنبذ هذا العمل المجرم الذي لا يمت للإسلام ولا لنبي المحبة، في ذكرى مولده الكريم، بأي صلة دينية وأخلاقية وإنسانية".
تونس أيضاً عبرت عن إدانتها الشديدة للعملية الإرهابية، التي جدت في مدينة نيس بفرنسا، محذرة من توظيفها في ربط الإرهاب بالأديان، وحذرت تونس، في بيان من مغبة المضي قدما في التوظيف الأيديولوجي والسياسي للمقدسات والأديان وربطها بالإرهاب.
وزارة الخارجية الليبية قالت في بيان إدانتها للهجوم الذي وقع في مدينة نيس إنه لا يوجد أي مبرر لقتل الأبرياء أو العنف ضدهم خاصة في مكان عبادة، وعلى رفضها كل أنواع الإرهاب والعنف.
وأدان المغرب، الهجوم على كنيسة نوتردام، وأعرب عن تضامنه وتعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم، وفق بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وجاء في البيان، أن "المملكة المغربية، تدعو الى تجاوز السياق السلبي، والمناخ المتوتر حول الدين، وتحث مختلف الأطراف على البرهنة عن روح الاعتدال والحكمة واحترام الآخر".
كما أعربت الكويت عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للجريمة الإرهابية البشعة التي وقعت، اليوم الخميس في مدينة نيس الفرنسية". وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، على "موقف دولة الكويت المبدئي والثابت، المناهض لكافة أشكال الإرهاب والتطرف، والعنف الذي ترفضه كافة الأديان السماوية والقيم الإنسانية وتجرمه القوانين والأعراف الدولية".
وزارة خارجية مملكة البحرين دانت الهجوم على كنيسة نوتردام، وأكدت تضامن المملكة "مع الجمهورية الفرنسية الصديقة". وجددت الخارجية، في بيان، موقف مملكة البحرين الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب مهما كانت دوافعه أو مبرراته والتي تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية.
كما أدان اليمن، الاعتداء الإرهابي البشع الذي أدى الى مقتل ثلاثة فرنسيين، في مدينة نيس الفرنسية. وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان، إن هذه الأعمال الإجرامية لا تمت إلى أي دين بصلة، وتعد سلوكا منبوذا ومجرما في كافة القوانين والشرائع السماوية، وتتنافى تماما مع قيم الدين الإسلامي الحنيف.