قال إيريك سيوتي، وهو نائب في البرلمان الفرنسي عن مدينة نيس الفرنسية، الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن الشخص المتهم بتنفيذ الاعتداء على كاتدرائية نيس، يحمل الجنسية التونسية، وقد دخل إلى فرنسا مهاجراً عبر جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
ففي تدوينة له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال المتحدث نفسه: "منفّذ اعتداء نيس، تونسيٌّ وصل قبل وقت قصير إلى فرنسا عبر لامبيدوسا".
وأضاف في التغريدة نفسها: "مع الأزمة الصحية والأمنية، لا يجب السماح بدخول أي أحد".
كما أردف أيضاً: "يجب تعليق كل إجراءات اللجوء ومنع الإقامة للأشخاص المنحدرين من البلدان التي تشكل خطورة علينا".
وفي تغريدة أخرى، قال المتحدث نفسه: "طلبت قبل لحظات، من ماكرون، خلال اجتماع في نيس، تعليق قوانين الهجرة واللجوء جميعها، خاصةً تلك القادمة من على الحدود الإيطالية".
كما كشف عن عقد "اجتماع أزمة" مع الرئيس ماكرون؛ من أجل "حماية مواطنينا، ومحاربة الإرهاب الإسلامي الذي يتفشى في بلدنا منذ فترة طويلة".
في الجهة المقابلة، قال محسن الدالي، وهو متحدث قضائي لوكالة "رويترز" ،الخميس، إن جهاز مكافحة الإرهاب في تونس فتح تحقيقا في شبهة تورط تونسي في هجوم مدينة نيس الفرنسية.
وصرح الدالي بأن "القطب القضائي لمكافحة الإرهاب فتح تحقيقا عدليا في شبهة تورط تونسي في هجوم نيس الإرهابي"
هجوم جديد
أعلنت الشرطة الفرنسية، الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول، مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في هجوم بسكين في محيط كنيسة بمدينة نيس جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن واحداً على الأقل من الضحايا قُتل ذبحاً.
عمدة مدينة نيس الفرنسية، كريستيان إستروزي، أكد في تصريح صحفي، أن من بين ضحايا هجوم الطعن الذي استهدف كنيسة نوتردام امرأةً قُطع رأسها داخل الكنيسة، وأن المنفذ استمر في ترديد التكبير حتى بعد اعتقاله.
وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، إن فرنسا رفعت حالة التأهب الأمني في أراضيها إلى أعلى مستوى، بعد هجوم مدينة نيس.
قال أيضاً، إنه أبلغ أيضاً الجمعية الوطنية أنَّ رد الحكومة على الهجوم سيكون قوياً وصارماً.
تفاصيل الحادث
من جانبه، قال رئيس البلدية بشكل مقتضب، عن تفاصيل الحادث: "يبدو مما ظهر في التحقيقات الأولية للشرطة، أن امرأة كانت داخل الكنيسة قُطع رأسها، أما بقية الضحايا فلا يمكننا الإدلاء بأي شيء عنهم في الوقت الحالي".
وفي تصريح منفصل، قال رئيس بلدية نيس للصحفيين: "إن المشتبه به في الهجوم ظل يردد (الله أكبر)، حتى بعدما ألقت الشرطة القبض عليه".
في خضمّ تصريحاته قال إستروزي: "طفح الكيل… حان الوقت الآن لكي تتبرأ فرنسا من قوانين السلام؛ من أجل القضاء نهائياً على الفاشية الإسلامية في أراضينا"، كما وصفها.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصادر في شرطة نيس، أن الهجوم وقع في محيط كنيسة "السيدة العذراء" وسط المدينة، عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وأشارت إلى أنه تم اعتقال المنفذ، وأنه يجري استجوابه، بعد نقله إلى المستشفى.
وأوضحت الشرطة أن رجلاً وامرأة قُتلا بمحيط كنيسة "نوتردام"، في حين توفي ثالث بعد إصابته بجروح خطيرة، في حانة قريبة كان قد لجأ إليها.
فيما أظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تطويق قوات الأمن الفرنسية محيط الهجوم.
حادث ثانٍ: وفي حادث منفصل، بعد واقعة الكنيسة بساعات، قالت الشرطة الفرنسية إنها قتلت بالرصاص شخصاً في مونتفافيه، بالقرب من مدينة أفينيون في جنوبي فرنسا، بعدما هدَّد المارّة بسلاح، مؤكدة بذلك تقارير إعلامية تحدثت عن الأمر.
من جانبها، أشارت إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية إلى أن الرجل كان يردد "الله أكبر".
وتشهد فرنسا، منذ مطلع الشهر الحالي، حالةً من الاحتقان والتوتر، إثر سلسلة من الأحداث شملت مقتل مدرس على يد شاب شيشاني؛ لتعرضه للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، تبعه نشر رسوم مسيئة للنبي في إحدى الصحف الفرنسية، وتصريحات لرئيس الدولة إيمانويل ماكرون وُصفت بالعدائية، ونالت الرسوم حملة واسعة من الانتقادات ودعوات إلى المقاطعة الشعبية والاقتصادية.