قالت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن حبيبة رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون السابقة قد عادت لتحتل موقعاً مميزاً في حياة الرئيس، وفي السلطة كذلك، مقصية أخته التي تميزت بنفوذ كبير في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في الفترة التي اختفى فيها كيم عن الأنظار، وتم تداول أخبار مرضه الشديد.
الصحيفة أشارت إلى أن هيون سونغ وول، نجمة موسيقى البوب الشهيرة، البالغة من العمر 43 عاماً، شوهدت كثيراً إلى جانب كيم في الرحلات الرسمية وفي عرضٍ عسكري ضخم هذا الشهر، أكتوبر/تشرين الأول، ما يعني تحولاً في مواقع النساء الثلاث المفضلات لدى الزعيم الكوري الشمالي، حيث أصبحت تحتل موقعاً مميزاً على حساب أخته، بينما تختفي زوجته عن الأنظار.
أشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الواردة تشير إلى أن هيون سونغ وول تولَّت بعض المهام التي كانت تقوم بها أخته الصغرى، كيم يو جونغ، 32 عاماً، والتي صعدت إلى الصدارة في الجزء الأول من العام الجاري، بينما لم تُشاهَد زوجته ري سول جو (31 عاماً) علانيةً منذ بداية العام.
لا معلومات دقيقة: ولكن الطبيعة الغامضة للسياسة في كوريا الشمالية، وقلة مصادر المعلومات الواردة من هناك تجعل من المستحيل معرفة كيف تسير الأمور على وجه التحديد، ولكن من المُحتَمَل أن يكون هناك خلافٌ بين الأخ والأخت اللذين كانا في السابق مُقرَّبين.
الصحفي الكوري الجنوبي وانغ سون تايك كتب على موقع NK الإخباري: "تتمثَّل النظرية الإيجابية في أن الزعيمة نشأت وأصبحت أكثر استقلاليةً عن ذي قبل، وهذا يعني أن كيم يو جونغ تسير الآن على الطريق الصحيح نحو مسار بناء قيادتها الخاصة، ويدعمها شقيقها بقوة". وأضاف: "أما النظرية الأكثر سلبية فتتمثَّل في أن كيم جونغ أون يشعر بخيبة أملٍ في أخته، التي اعتمد عليها عاطفياً كثيراً، وهذا من شأنه بلا شك أن يتسبَّب في مشكلاتٍ نفسية داخل عائلة كيم".
في 10 أكتوبر/تشرين الأول، سار الآلاف من جنود الجيش الشعبي الكوري الشمالي في وسط بيونغ يانغ، واستُعرِضَت دبابات وصواريخ باليستية عابرة للقارات. كانت هيون هي التي ترشد الشخصيات البارزة إلى مقاعدهم، وأخذت أيضاً باقات الزهور التي سُلِّمت إلى كيم جونغ أون ووقفت خلفه هو يلقي خطابه.
كانت هذه هي الأدوار التي كانت تؤديها كيم يو جونغ سابقاً، ومع ذلك جلست كيم على بعد عدة خطوات من شقيقها، بين كبار الشخصيات الأقل أهمية. وأظهرت كاميرات التلفزيون الحكومي وجهها مرةً واحدة فقط خلال بثِّ العرض الذي استمرَّ ثلاث ساعات.
حياة المغنية السابقة: هيون هي الوجه البارز لفرقة Moranbong، التي تشكَّلَت عام 2012 بحثٍّ شخصي من كيم جونغ أون. وترتدي العضوات العشر أو نحو ذلك بالفرقة ملابس متلألئة وأزياءً شبه عسكرية بينما يعزفن على آلاتهن الموسيقية. وفي العام 2018، كانت هيون عضوةً رئيسية في الفريق الذي تفاوَضَ بنجاحٍ حول مشاركة كوريا الشمالية في اللحظة الأخيرة في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في كوريا الجنوبية.
وخلال الأشهر الأولى من العام الجاري، كانت كيم يو جونغ هي التي بدت أقرب إلى القائد الأعلى. وفي يونيو/حزيران، كانت هي من هدَّدَت بعملٍ عسكري غير مُحدَّد، وبقطع العلاقات التعاونية بين بيونغ يانغ وسيول، خلال فترة التوتُّر بين البلدين.
وبصرف النظر عن العرض العسكري هذا الشهر، لم تُشاهَد كيم يو جونغ منذ يوليو/تموز الماضي.
وتُعَدُّ هيون مثالاً جيِّداً على الطريقة التي يؤدِّي بها الافتقار إلى المعلومات الصعبة من بيونغ يانغ إلى إثارة التكهُّنات والمعلومات المُضلِّلة. في العام 2013، ذكرت صحيفة كورية جنوبية أن هيون قُتِلَت بنيران بنادق رشَّاشة لبيعها أشرطة إباحية تُظهِرها هي وزملاء لها، لكنها عادت للظهور مرةً أخرى علانيةً بعد فترةٍ وجيزة، وظلَّت ترتقي بثباتٍ داخل الدائرة المُقرَّبة من كيم جونغ أون.