أدان إمام الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب بشدة هجوم نيس الذي أسقط ثلاثة قتلى الخميس، 29 أكتوبر/تشرين الأول، أحدهم امرأة قطع رأسها، مؤكداً أن الأديان بريئة من تلك الأفعال التي وصفها بالإرهابية والإجرامية.
الأزهر الشريف أصدر بعد ساعات قليلة من حادثة مقتل 3 فرنسيين طعناً في مدينة نيس جنوب فرنسا، بياناً أكد فيه أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير تلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية".
أضاف بيان الأزهر أنه في الوقت الذي يدين ويستنكر هذا الحادث الإرهابي البغيض، فإنه يحذر من تصاعد خطاب العنف والكراهية، داعياً إلى تغليب صوت الحكمة والعقل والالتزام بالمسؤولية المجتمعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بعقائد وأرواح الآخرين.
في نفس السياق، أدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الهجوم الذي وقع في مدينة نيس بشدة.
كما دعا ممثل المجلس في تصريح لوكالة رويترز جميع المسلمين في فرنسا إلى تعليق جميع الاحتفالات بالمولد النبوي، والحداد على ضحايا الهجوم الإرهابي.
حادثة نيس: كانت الشرطة الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في هجوم بسكين في محيط كنيسة في مدينة نيس جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن واحداً على الأقل من الضحايا قُتل ذبحاً.
عمدة مدينة نيس الفرنسية، كريستيان إستروزي، أكد في تصريح صحفي أن من بين ضحايا هجوم الطعن الذي استهدف كنيسة نوتردام امرأة قُطع رأسها داخل الكنيسة، وأن المنفذ استمر في ترديد التكبير حتى بعد اعتقاله.
تفاصيل الحادث: من جانبه، قال رئيس البلدية بشكل مقتضب عن تفاصيل الحادث: "يبدو مما ظهر في التحقيقات الأولية للشرطة أن امرأةً كانت داخل الكنيسة قطع رأسها، أما باقي الضحايا فلا يمكننا الإدلاء بأي شيء عنهم في الوقت الحالي".
وفي تصريح منفصل، قال رئيس بلدية نيس للصحفيين: "إن المشتبه به في الهجوم ظل يردد "الله أكبر"، حتى بعدما ألقت الشرطة القبض عليه".
في خضمّ تصريحاته قال إستروزي: "طفح الكيل.. حان الوقت الآن لكي تتبرأ فرنسا من قوانين السلام من أجل القضاء نهائياً على الفاشية الإسلامية في أراضينا"، كما وصفها.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في شرطة نيس أن الهجوم وقع في محيط كنيسة "السيدة العذراء" وسط المدينة، عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وأشارت إلى أنه تم اعتقال المنفذ، وأنه يجري استجوابه، بعد نقله إلى المستشفى.
وتشهد فرنسا منذ مطلع الشهر حالةً من الاحتقان والتوتر، إثر سلسلة من الأحداث شملت مقتل مدرس على يد شاب شيشاني، لتعرضه للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، تبعها نشر رسوم مسيئة للنبي في إحدى الصحف الفرنسية، وتصريحات لرئيس الدولة إيمانويل ماكرون وُصفت بالعدائية، ونالت الرسوم حملة واسعة من الانتقادات ودعوات المقاطعة الشعبية والاقتصادية.