وصفها ملك المغرب بـ”القرار التاريخي”.. الإمارات أول بلد عربي يفتتح قنصلية له في الصحراء

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/28 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/28 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش
ملك المغرب محمد السادس مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد/رويترز

أعلن المغرب، الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن الإمارات قررت فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، في وقت أثمرت فيه "دبلوماسية القنصليات" التي تنتهجها الرباط افتتاح قنصليتين جديدتين.  

يأتي قرار افتتاح أول قنصلية عربية بالصحراء في وقت يواصل فيه المغرب افتتاح قنصليات جديدة لدول إفريقية بمدينتي العيون والداخلة، حيث بلغ عدد القنصليات إلى حدود اليوم ما مجموعه 15 قنصلية، منها 8 بالعيون و7 بالداخلة، وفق ما كشف عنه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

الملك المغربي اعتبره "قراراً تاريخياً": كشف الديوان الملكي المغربي أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان أخبر العاهل المغربي، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، الثلاثاء، بقرار بلاده فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وصف بيان الديوان الملكي قرار فتح القنصلية الإماراتية بالعيون بـ"القرار التاريخي الهام الداعم للوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابها، خاصة أن الإمارات شاركت في المسيرة الخضراء".

قبل ذلك جددت الإمارات العربية المتحدة، الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التأكيد على دعمها لمغربية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة.

إذ قال ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة أمام اللجنة إن "بلادي تجدد التأكيد على موقفها بخصوص قضية الصحراء المغربية، وفي هذا الصدد، تدعم بلادي مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية سنة 2007، والتي وصفها مجلس الأمن الدولي بالجادة وذات المصداقية".

كما أكد الدبلوماسي الإماراتي أن "المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمثل حلاً مهماً يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات هذه المنظمة، مع الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة المغربية"، مشيداً في الوقت ذاته بـ"الجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة المغربية لتحسين الظروف المعيشية لساكنة الصحراء المغربية، لاسيما في سياق وباء كوفيد -19".

اعتراف رغم توتر العلاقة: موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أشار إلى أن موقف الإمارات بشأن الصحراء الغربية لم يتغير على الرغم من التوترات الدبلوماسية بين أبوظبي والرباط منذ عام 2017 ، عندما بدأت الإمارات وحلفاؤها الخليجيون مقاطعتهم لقطر المجاورة، وهو موقف لم يدعمه المغرب.

إذ انعكس التوتر في العلاقات الدبلوماسية بشكل أكبر في تحرك أبوظبي في يونيو/حزيران 2018 للتصويت لصالح محاولة الولايات المتحدة وكندا، وليس المغرب، لاستضافة كأس العالم 2026.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البلدين سحبا سفيريهما في أوقات مختلفة على مدى العامين الماضيين، ولكن القرارات التي لم يتم الإعلان عنها رسمياً من قبل أي من الجانبين.

مع العلم أن الإمارات العربية المتحدة، مثل المغرب، حليف وثيق للولايات المتحدة ووقعت الشهر الماضي اتفاقية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، تلتها بعد فترة وجيزة مملكة خليجية أخرى، البحرين.

فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في فبراير/شباط أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغط على الولايات المتحدة للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل اتخاذ الرباط خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

مع ذلك، فإن الحكومة المغربية حتى الآن أعلنت رفضها لاتفاق تطبيع الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.

ردود فعل غاضبة من البوليساريو: في الوقت الذي غاب فيه أي تعليق رسمي جزائري بخصوص الخطوة الإماراتية، بافتتاح مجموعة من البلدان الإفريقية لقنصلياتها في منطقة الصحراء، أثار غضب جبهة "البوليساريو"، التي سارعت، نهاية الأسبوع الماضي، إلى إصدار بيان غاضب، وصفت فيه هذا الافتتاح بـ"الاستفزاز الجديد والخطير". 

كما أفادت تقارير إعلامية مغربية  بأن الوضع في منطقة "الكركرات" الحدودية بين المغرب وموريتانيا يتجه إلى التوتر، حيث أغلق محتجون من مخيمات تندوف يحملون أعلام جبهة البوليساريو المعبر الحدودي أمام حركة السيارات والشاحنات أمس الأربعاء.

موقع "زنقة 20" المغربي نقل عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إن المحتجين أكدوا عزمهم على استمرار إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى، وذلك تزامناً مع ترقب صدور تقرير مجلس الأمن الدولي في 29 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وتأتي هذه الاحتجاجات بُعيْد تظاهرات لأشخاص تابعين لجبهة البوليساريو" أمام معبر "امهيريز" المخصص لمرور سيارات بعثة الأمم المتحدة "المينورسو".

فيما نشر أحد المواقع التابعة للجبهة صوراً فوتوغرافية لما سمته "وصول القافلة الشعبية لإغلاق ثغرة الكركرات".

ترحيب مغربي ورفض جزائري: في المقابل تباينت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ في الوقت الذي رحب فيه المغاربة بالخطوة الإماراتية، ذهب بعض الجزائريين إلى اعتبار أن ما ستقوم به أبوظبي "قد يؤثر سلباً على علاقتها بالجزائر" الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو.

إذ كتب حساب باسم "إلياس الجزائري" تعليقاً على خبر افتتاح الإمارات قنصلية بمدينة العيون، "لا بد أن تتحول الشؤون الخارجية الجزائرية إلى دعم تحرك الشباب الجزائري نحو التجارة مع إفريقيا".

بينما تساءل آخر: "هل ستوتر العلاقات الجزائرية الاماراتية؟"، وأضاف: "في خطوة مفاجئة على الأقل إعلامياً، أعلنت الإمارات عن نيتها فتح قنصلية في مدينة العيون في الصحراء الغربية، باعتبارها مغربية، قد تكون في إطار صفقة غير معلنة برعاية أمريكية كخطوة في إطار تطبيع مغربي رسمي مقابل الاعتراف بمغربية الصحراء".

في المقابل احتفى مجموعة من المغاربة بالقرار الإماراتي، كما رفضوا فكرة أن يكون للأمر علاقة باستعداد المغرب لتطبيع علاقته مع إسرائيل، على غرار أبوظبي والمنامة والخرطوم.

تحميل المزيد