اتهمت أذربيجان الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020 أرمينيا بشن هجوم صاروخي على بلدة باردا قرب جبهة القتال مع ناغورنو قره باغ، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة نحو عشرة بجروح، غير أن يريفان نفت شن أي هجوم.
حيث قال مساعد الرئيس الأذربيجاني حكمت حجييف في تغريدة إن بين القتلى طفلاً مشيراً إلى إصابة 13 شخصاً أيضاً ومتهماً أرمينيا "بشن هجمات عشوائية تستهدف مدنيين". وتابع أن عدد الضحايا مرتفع للغاية بسبب استخدام الذخائر العنقودية. بحسب باكو، أصابت النيران قرية غارايوسفلي الواقعة على بعد عشرين كيلومتراً شرق خط الجبهة.
نفي رسمي من أرمينيا: ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان الاتهام مؤكدة عدم إطلاق أي صاروخ باتجاه باردا من جانب قوات أرمينيا أو الانفصاليين الأرمن في قره باغ.
حيث كتبت على تويتر أن "بيان الجانب الأذربيجاني حول هجوم صاروخي مزعوم.. كذب تام واستفزاز قذر".
في حين حض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء قادة أرمينيا وأذربيجان على الالتزام بوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في واشنطن نهاية الأسبوع الماضي لكنه سرعان ما انهار وسط تبادل البلدين الاتهامات بخرقه.
بومبيو وعبر مكالمات هاتفية منفصلة، دعا قائدي أرمينيا وأذربيجان، نيكول باشينيان وإلهام علييف، إلى احترام وقف إطلاق النار. وأكد بومبيو أنه لا يوجد "حل عسكري لهذا النزاع".
في السياق نفسه استقبل الوزير الأمريكي الجمعة كلاً على حدة، نظيريه الأذربيجاني والأرميني، مما أفضى إلى إعلان مشترك لـ"وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية". وقد فشلت هدنتان مشابهتان برعاية روسية وفرنسية، في السابق.
قتال مستمر: قال الجيشان الأذربيجاني والأرميني الثلاثاء إن القتال مستمر على الخطوط الأمامية حيث أعلن الجانبان أنهما يسيطران على الوضع.
حيث أفاد مسؤول من ناغورنو قره باغ أن ثلاث نساء أصبن خلال النهار جراء إطلاق صاروخ أذربيجاني أصاب قرية في منطقة مارتوني.
يذكر أنه ومنذ تجدد القتال في 27 أيلول/سبتمبر، احتلت القوات الأذربيجانية مناطق خارجة عن سيطرة باكو منذ تسعينيات القرن الماضي عندما اندلعت حرب خلفت 30 ألف قتيل وأسفرت عن إعلان انفصال هذه المنطقة التي يسكنها الأرمن حصرياً اليوم.
من جانبها اعترفت أرمينيا الإثنين بفقدانها السيطرة على مدينة غوبادلي الاستراتيجية في جنوب ناغورنو قره باغ. في غضون ذلك، تقترب القوات الأذربيجانية من طريق حيوي، هو ممر لاتشين الذي يربط بين أرمينيا وناغورنو قره باغ.
في حين أفادت حصائل جزئية عن مقتل أكثر من 1100 شخص بينهم مئة مدني منذ استئناف القتال. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانبه عن نحو خمسة آلاف قتيل.
دور تقليدي في المنطقة: من ناحية أخرى تؤدي روسيا تقليدياً دور الحكم في المنطقة. وهي تعد، إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة، جزءاً من مجموعة مينسك التي شكلتها منذ فترة طويلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتكون الوسيط الرئيسي في هذا النزاع، بدون تحقيق أي نجاح.
في حين برزت تركيا كداعم رئيسي لباكو وقادرة على زعزعة ميزان القوى في المنطقة. واتُهمت أنقرة بشكل خاص بدعم أذربيجان عسكرياً، لا سيما بإرسال مرتزقة سوريين للقتال، وهو ما تنفيه.
كذلك فقد نددت الدبلوماسية التركية في بيان الثلاثاء بما اعتبرته "هجوماً لا يمت للإنسانية بصلة" في منطقة باردا و"بجرائم حرب" أرمينية. كما هاجمت مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، معتبرة أنها لم ترد على "انتهاكات أرمينيا لاتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة".