قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن الدول الغربية التي تهاجم الإسلام تريد "إعادة الحملات الصليبية".
أضاف أردوغان قائلاً في كلمة أدلى بها لنواب حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، أن الوقوف في وجه الهجمات على النبي "شرف لنا"، وتابع: "الذين يناصبون العداء للإسلام وتركيا سيغرقون في مستنقع الحقد والكراهية، الذي دخلوه باسم الحرية، وهذه إشارات عودة أوروبا إلى العصر الهمجي".
كما أشار الرئيس التركي إلى أن في بلاده 435 كنيسة وكنيس يهودي، ولم ولن يتدخل أحد في معتقد أو عبادة أو مقدسات أحد، كما استنكر الرئيس التركي ربط الإسلام بالإرهاب قائلاً "لا يمكن أن يكون المسلم إرهابياً، ولا الإرهابي مسلماً".
تنديد تركي بالإساءة لأردوغان: كما أدان نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، في وقت سابق من الأربعاء، "النشر غير الأخلاقي" الذي نشرته المجلة الفرنسية شارلي إيبدو، ووصفها بالخرقة الفرنسية الفاشلة (في إشارة لمجلة شارلي إيبدو)، بخصوص الرئيس رجب طيب أردوغان.
تصريحات أقطاي جاءت في تعليق له على تغريدة نشرها المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم قالن، قال فيها: "ألعن بشدة هذا النشر المتعلق برئيس جمهوريتنا، الذي نشرته الخرقة الفرنسية الفاشلة". وأضاف داعياً الرأي العام العالمي "صاحب الأخلاق والضمير" لرفع صوته ضد هذا الخزي والعار.
فيما أعرب قالن، في وقت سابق، عن إدانته الشديدة لاعتزام مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية نشر مادة ساخرة بخصوص الرئيس أردوغان.
قالن قال في تغريدته: "ندين بشدة النشر المتعلق برئيس جمهوريتنا، الذي تعتزم نشره مجلة فرنسية لا تحترم أية معتقدات أو مقدسات أو قيم".
أضاف قائلاً: "هذه الأمور لا تُظهر سوى ابتذالهم وعدم أخلاقهم، فالاعتداء على حقوق الأشخاص ليس مادة للسخرية أو حرية التعبير، والهدف الرئيسي لهذه النوعية من النشر التي تفتقر للأدب والأخلاق هو نثر بذور الكراهية والعداوة".
المسؤول التركي تابع قائلاً: "تحويل حرية التعبير إلى عداوة للدين والمعتقد لا يمكن إلا أن يكون نتاج عقلية مريضة"، داعياً "كل من لديه حس سليم لإدانة ورفض هذا النشر البغيض".
هكذا أغضب أردوغان باريس: وتأتي الرسومات المسيئة للرئيس التركي بعدما دعا الأخير مواطنيه إلى الامتناع عن شراء البضائع الفرنسية، وحثَّ زعماء دول الاتحاد الأوروبي على وضع حدٍّ لأجندة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "المعادية للإسلام".
أردوغان قال: "كما يقولون (لا تشتروا البضائع التي تحمل علامات تجارية تركية) في فرنسا، أدعو كل المواطنين من هنا إلى عدم مساعدة العلامات التجارية الفرنسية أبداً أو شرائها".
تعتبر فرنسا هي عاشر أكبر مُصدّر إلى تركيا، وسابع أكبر سوق للصادرات التركية، وفقاً لمعهد الإحصاءات التركية. وتعد السيارات من بين الواردات الفرنسية الرئيسية، وهي من بين الأكثر رواجاً في السوق التركي.
فيما تراجعت أسهم الوحدة التركية لشركة معدات الاتصالات الفرنسية الأمريكية ألكاتل لوسنت بنسبة 10% في بورصة إسطنبول، بعد تصريحات أردوغان.
كما قال أردوغان، في تصريحات أدلى بها في خطاب في بداية أسبوع من الفعاليات في تركيا لإحياء ذكرى المولد النبوي: "على الزعماء الأوروبيين الذين لديهم بُعد نظر وأخلاق كسر جدران الخوف". وتابع قائلاً: "عليهم أن يضعوا حداً للأجندة المعادية للإسلام، وحملة الكراهية التي يقودها ماكرون".