كشف مسؤول بلجيكي، الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن الأسرّة الشاغرة في وحدات الرعاية المركزة بالمستشفيات قد تصبح غير متوافرة خلال أسبوعين، إذا ظلت أعداد المصابين بمرض كوفيد-19 ترتفع بمعدلاتها الحالية، وفيما أعلنت إسبانيا حالة طوارئ وطنية جديدة وحظر تجول ليلياً، سجلت فرنسا عدداً قياسياً من الإصابات اليومية، ما ينذر بأزمة صحية مقبلة مع تزايد الإصابات بالفيروس.
في المقابل تشهد بلجيكا، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، ثاني أعلى معدل إصابة بالنسبة للفرد في أوروبا بعد جمهورية التشيك، حيث تتضاعف الحالات الجديدة كل 13 يوماً، وبلغت ذروتها، التي تجاوزت 18 ألف حالة، في 20 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يفوق عشرة أمثال ذروة الإصابات خلال موجة الربيع.
تضاعف الإصابات بكورونا: حيث تتضاعف أعداد المرضى الذين يخضعون للعلاج في وحدات الرعاية المركزة كل ثمانية أيام، حيث بلغت 757 حالة، الأحد، في حين يخضع 4827 شخصاً للعلاج في المستشفيات، وفقاً لتقرير "فرانس برس" الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الصحة إيف فان لايتيم، لمؤتمر صحفي، إن أسرّة وحدات الرعاية المركزة في بلجيكا، وعددها ألفا سرير، قد تصبح غير متوافرة في غضون أسبوعين إذا ما استمرت معدلات الارتفاع هذه.
كذلك أضاف: "خلال أربعة أيام، وبحلول نهاية الأسبوع، سنتجاوز مستوى الألف حالة في الرعاية المركزة… وإذا لم تُغيِّر سلوكياتنا هذا المنحنى، فمن الممكن أن نبلغ ألفي حالة في الرعاية المركزة خلال أسبوعين، وهو أقصى طاقة استيعابية لدينا".
في المقابل أمرت منطقة بروكسل، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالفيروس في أوروبا، يوم السبت، بإغلاق جميع المنشآت الثقافية والرياضية، وقالت إنَّ حظر تجول لفترةٍ أطول سيُفرض على السكان بدءاً من يوم الإثنين.
من ناحية أخرى بلغت حصيلة الوفيات بسبب المرض في بلجيكا 10810 وفيات، ولديها واحد من أعلى معدلات الوفيات بالمرض في العالم بالنسبة للفرد.
غضب كبير في إيطاليا: من ناحية أخرى يتصاعد الغضب في إيطاليا، عقب فرض تدابير جديدة صارمة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، بهدف "إنقاذ أعياد الميلاد"، في وقت أعلنت فيه دول أخرى متضررة بشدة من الفيروس حظراً للتجول؛ لتجنب فرض إغلاق عام مجدداً.
حيث قوبل قرار رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، إقفال المطاعم والحانات من السادسة مساء وإغلاق المسارح ودور السينما والنوادي الرياضية شهراً، بانتقادات واسعة بل إن العلماء شككوا فيما إذا كانت هذه الاجراءات كافية لوقف انتشار الفيروس.
من جانبه قال جوزيبي تونون (70 عاماً)، صاحب مطعم في قرية أوديرزو الصغيرة بشمال شرقي إيطاليا، إن "هذه القيود ستكون نهايتنا جميعاً". وقال لوكالة فرانس برس بعدما انتشرت له على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يظهر فيها يائساً بسبب القرار، "لسنا بوسط مدينة، نحن في الريف. زبائننا يأتون بالمساء أو في عطلة الأسبوع".
تدابير جذرية ضد الفيروس: وتسجل دول في أنحاء أوروبا ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات، فيما تتخذ الحكومات تدابير جذرية.
من جانبها أعلنت إسبانيا حالة طوارئ وطنية جديدة وحظر تجول ليلياً، فيما سجلت فرنسا عدداً قياسياً من الإصابات اليومية مع أكثر من 50 ألف حالة، ومددت حظر تجول ليلياً يطال مناطق يسكنها قرابة 46 مليون شخص.
في حين أودت جائحة كوفيد-19 حتى الآن بمليون ومئة ألف شخص، وأصابت أكثر من 43 مليوناً على مستوى العالم.
من ناحية أخرى فالولايات المتحدة، التي لا تزال الدولة الأكثر تضرراً بالفيروس، تخطت أعدادها القياسية للإصابات اليومية؛ ما دفع المسألة إلى واجهة الحملة الرئاسية.
من جانبه اتهم المرشح جو بايدن إدارة الرئيس دونالد ترامب برفع "علم الاستسلام الأبيض"، بعدما أقر مسؤول بارز بأن الحكومة لن تسيطر على الوباء.
لكن مدينة أخرى تغلبت في معركة مكافحة الفيروس هي ملبورن، ثاني كبرى المدن الأسترالية التي لم تسجل أي إصابةٍ يوم الإثنين، ومن المتوقع أن ترفع الإغلاق، بعد أربعة أشهر من القيود المرهقة.
حالات أكثر في فرنسا: كانت إيطاليا بؤرة الفيروس في وقت سابق من هذا العام. لكن حالات الإصابة باتت الآن أعلى بكثير في إسبانيا وفرنسا اللتين اجتازت كل منهما عتبة المليون إصابة.
من ناحية أخرى تترك حالة الطوارئ في إسبانيا لمسؤولي المناطق سلطة فرض القيود على التنقل من وإلى مناطقهم وتمديد فترات حظر التجول، حيث قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، إنه يريد "بأي ثمنٍ" تجنُّب فرض تدابير إغلاق مجدداً، مضيفاً: "كلما لزمنا المنزل حصلنا على حمايةٍ أفضل وصار الآخرون محميِّين أكثر".
على الجهة الأخرى من الكرة الأرضية تلقَّى مواطنو ملبورن، البالغ عددهم خمسة ملايين شخص، أنباء يترقبونها، وهي رفع تدابير الإغلاق، حيث يخضع سكان المدينة لإجراءاتٍ أكثر صرامة من أي مكان في أستراليا، لكن مع انخفاض حالات الإصابة الجديدة بشكل جذري، فإن المسؤولين السياسيين في الولاية يتعرضون لضغوط لرفع التدابير.
من جانبه قال رئيس حكومة ولاية فكتوريا، دانيل أندروز، إنها كانت سَنةً صعبةً للغاية، فقد ضحى أهالي فكتوريا كثيراً.