تبادلت أرمينيا وأذربيجان، الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول 2020، الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الرامي لوضع حد للقتال في إقليم ناغورني قره باغ، بعد دقائق من دخوله حيّز التنفيذ.
وزارة الخارجية الأذربيجانية قالت في منشور لها على موقع فيسبوك إن القوات الأرمينية قصفت بلدة ترتر وقرى مجاورة في "انتهاك جسيم" للهدنة، التي أعلنتها واشنطن، الأحد، وكان من المقرر أن تبدأ الساعة 08,00 بالتوقيت المحلي (04,00 ت غ).
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذربيجانية ارتكبت "انتهاكاً جسيماً" لوقف إطلاق النار كذلك عبر استهداف مواقع في مناطق مختلفة عند الجبهات الأمامية بنيران المدفعية.
حكمت حاجييف، أحد مساعدي الرئيس الأذربيجاني، قال إن أرمينيا هي التي انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار الحالي كالاتفاقين السابقين، مضيفاً في بيان أن "هدف أرمينيا هو المحافظة على الوضع القائم على الاحتلال والجانب الأذربيجاني يمارس ضبط النفس".
وساطة أمريكية للهدنة
فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أن أرمينيا وأذربيجان اتفقتا على احترام "وقف إنساني لإطلاق النار" في اقليم ناغورني قره باغ، بعد فشل محاولتين سابقتين لوقف سفك الدماء في المنطقة المتنازع عليها.
الخارجية الأمريكية قالت، في بيان، إن وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا أكدا التزام بلديهما باتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في العاصمة الروسية موسكو.
وأضافت الخارجية الأمريكية: "بناء على هذا التأكيد تم التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية يبدأ سريانه اعتباراً من الساعة الثامنة صباح الإثنين".
يذكر أن أرمينيا قامت بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول، بقصف مدينة كنجه الأذربيجانية بالصواريخ الباليستية.
وكذلك انتهكت أرمينيا اتفاق وقف إطلاق النار بعد الذي تم تفعيله مجدداً يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
صراع مستمر
ومنذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دماراً كبيراً بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
تحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
أدى إعلان قرة باغ انفصالها عن أذربيجان إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينيات، أودت بحياة نحو 30 ألف شخص، ولم يعترف المجتمع الدولي ولا حتى أرمينيا باستقلال الإقليم.