قالت صحيفة The Jerusalem Post العبرية إنها علمت أن رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، كشف في محادثات مغلقة أن إعلان السعودية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بات وشيكاً، وأن هناك تطورات كبيرة قد يشهدها هذا الموضوع بعد حسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، اعتماداً على الفائز بها.
"هدية سعودية": كان موقع N12 قد أورد في تقرير نشره في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن كوهين قال لدائرة خاصة من محيطه، إن السعوديين ينتظرون إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، ومع ذلك فمن المحتمل أن يعلنوا التطبيع مع إسرائيل ويقدّموه على أنه "هدية" للفائز، وهو ما انتظرته تل أبيب طويلاً.
تشير الصحيفة أيضاً إلى أن المعنى الضمني الذي يتبادر من تقرير N12 أن هذا الإعلان يمكن أن يأتي مباشرة بعد الانتخابات، ومع ذلك، فإن الصحيفة العبرية تقول إنها علمت نقلاً عن مصادر أخرى أن تقرير موقع N12 إما أساء فهم المعلومات الواردة إليه، أو لم يوضح ما قاله كوهين بالكامل.
وأوضحت الصحيفة أن حقيقة ما قاله كوهين لمن حوله هو أنه إذا فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة انتخاب له فقد يكون هناك إعلان شبه فوري عن تطبيع العلاقات.
في نفس الوقت لفتت الصحيفة إلى أنه في حال تحقق ما تذهب إليه استطلاعات الرأي الأمريكية حتى الآن، وفاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات، فإن السعوديين سيظلون على موقفهم الراغب في إعلان التطبيع مع إسرائيل، وإن لم يصبح له جدول زمني واضح بالضرورة.
قلق من خسارة ترامب: بحسب الصحيفة العبرية أيضاً، فإن كوهين أكد أن السعوديين لا يريدون تقديم هدية لترامب، ثم لا يحصلون على شيء مقابلها إذا تولى بايدن إدارة زمام الأمور.
وتقول الصحيفة إن كوهين يدرك أن إدارة بايدن قد ترغب في ربط التطبيع مع السعوديين بتقدمٍ ما في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو التكتيك المعاكس لما تتبعه إدارة ترامب التي تضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على إبداء المرونة في المفاوضات مع إسرائيل، من خلال المضيّ قدماً في اتفاقات التطبيع بدونهم.
بالإضافة إلى ذلك، أقرَّ كوهين بأن الوضع بعد الانتخابات الأمريكية، خاصة إذا أسفرت عن انتخاب بايدن، سيكون أكثر غموضاً بكثير فيما يتعلق بالعلاقات الدولية الأمريكية عموماً، وأن تقديره ذلك استند إلى معرفة ما يريده السعوديون وما هم مستعدون لفعله، وفقاً للصحيفة.
كما قال كوهين إن اتفاق التطبيع سيشمل أيضاً صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة والسعودية، ما قد يساعد في تخفيف حدة الجدل بشأن هذه الخطوة.
تضيف الصحيفة أن تطبيع العلاقات أمر يتطلع إليه كثيرون في كل من إسرائيل والسعودية، وتستند إلى استطلاع حديث أجرته شركة Zogby Research Services، إذ تقول نتائجه أن ما يقرب من 80% من السعوديين يؤيدون العمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في غضون السنوات الخمس المقبلة، على حد زعمها.
كان هذا الاستطلاع قد "جاء موافقاً لنتائج استطلاع آخر نشره المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإسرائيلية" Mitvim، والتي أشارت إلى أن السعودية هي أكثر دولة يرغب معظم الإسرائيليين في إقامة علاقات طبيعية معها بعد ذلك، وفقاً للصحيفة العبرية.
تطبيع مُحتمل مع عُمان: في سياق متصل، ذكر موقع N12، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، أن محادثات التطبيع بوساطة أمريكية بين الدولة العبرية وسلطنة عمان تقترب من تحقيق تقدم كبير.
المصادر التي تحدثت للموقع تعتقد أن "عُمان هي الدولة التي تشير أغلب الاحتمالات إلى إمكانية إعلانها تطبيع العلاقات بعد ذلك"، وإن كان بعض المحللين يعتقدون أن مسقط ستتخذ نهجاً أكثر حذراً ولن توقع على أي شيء حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية.
يُشار إلى أن هذه التصريحات تأتي في أعقاب الموجة المستمرة من قرارات إعلان التطبيع بين إسرائيل ودول مختلفة في العالم العربي، وكان آخرها السودان الذي أعلن مؤخراً عن تحركه نحو التطبيع.
وقوبلت اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الإمارات، والبحرين، والسودان مع تل أبيب برفض فلسطيني واسع، حيث ينظر الفلسطينيون إلى إقامة العلاقات مع إسرائيل على أنها طعنة في ظهر قضيتهم.