دعا تحالف من جماعات حقوق الإنسان إلى مقاطعة إحدى بطولات الجولف النسائية الكبرى التي تقام في السعودية، بسبب المخاوف من استغلالها لتحسين صورة الرياض فيما يتعلق بسجل حقوق المرأة، في الوقت الذي تحتجز فيه عشرات المعتقلات في سجون المملكة تحت ظروف إنسانية صعبة.
موقع Middle East Eye البريطاني نشر الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020 تقريراً قال فيه إن 19 جمعية حقوقية غير حكومية قد كتبت رسالة مشتركة تحث المنظمين والمشاركين ورعاة البطولة السعودية النسائية الدولية للغولف، التي من المقرر عقدها من 12 إلى 19 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، على إعادة النظر في مشاركتهم وإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.
أشار الموقع إلى أن من بين الجمعيات الموقعة على الرسالة، جمعية منّا لحقوق الإنسان ومنظمة القسط ومنظمة "كود بينك".
جاء في نص الرسالة: "سيشاهد جمهور محليٌّ ودولي من 55 دولة حول العالم لاعبات يتنافسن للحصول على جائزة نقدية ضخمة تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار أمريكي، بينما ترزح المدافعات عن حقوق المرأة في المملكة في السجون، دون الحصول على السُبل المشروعة للانصاف القانوني".
تابعت الرسالة: "ورغم إقرارنا بأن مثل هذه البطولات تمثل حدثاً بالغ الأهمية في غولف السيدات، نشعر بقلق عميق من استغلال السعودية لهذا الحدث الرياضي باعتباره أداة علاقات عامة لتحسين سمعة سجلها المروِّع في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك التمييز ضد المرأة وحملة القمع ضد المدافعات عن حقوق المرأة".
تذكير بدور السعوديات: تواصل الرسالة بذكر عدة ناشطات سُجِنَّ في عام 2018 إثر تنظيم حملات سلمية للدفاع عن حق المرأة السعودية في قيادة السيارات، ذلك الإجراء الإصلاحي الذي اتخذته البلاد منذ ذلك الحين، ومن بينهم لجين الهذلول وسمر بدوي ونسيمة السادة ونوف عبدالعزيز ومياء الزهراني.
أشار الوقع إلى أن لجين الهذلول، التي رُشِّحت لجائزة نوبل للسلام عام 2020، قد تعرّضت للتعذيب خلال احتجازها، كما قالت أسرتها الشهر الماضي إن صحتها "تدهورت إلى حد كبير" بعد إضرابها عن الطعام.
رسالة خاصة: وقد انضمت شقيقتها لينا الهذلول إلى الدعوات المطالبة بمقاطعة بطولة الغولف التي تقام الشهر القادم. وفي رسالة كتبت خصيصاً للمشاركين في البطولة، حثت لينا لاعبات الغولف على عدم "مساعدة ذلك النظام الهمجي في تبييض سمعته من خلال براعتكن".
حيث قالت: "بوصفكنّ رياضيات بارزات، لديكنّ منبر، ومع هذا المنبر تأتي المسؤولية. تأييدكن -الضمني أو الصريح- له مغزى كبير للغاية. كنساء، أنتنّ تعلمن أن حقوق المرأة هي من حقوق الإنسان، وأن الفوز في المعركة من أجل المساواة ما زال بعيد المنال".
كما أضافت: "في السعودية، نحن بصدد خسارة هذه المعركة وتعرضت أختي والناشطات أمثالها للتعذيب جراء مناداتهنّ بالحقوق الأساسية التي ينبغي علينا جميعاً التعامل معها باعتبارها أموراً مسلّماً بها. لا تسمحن لهم بجعلكنّ متواطئات مع جرائمهم".
وكان من المقرر إقامة فعاليات البطولة السعودية النسائية الدولية للغولف وهي أولى بطولات الجولة الأوروبية للسيدات في الدولة الخليجية، في مارس/آذار الماضي لكنها تأجلت بسبب جائحة كوفيد-19.