أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي، الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنّ تركيا واليونان قد وافقتا على إلغاء مناورات عسكرية متقابلة، كانت مقررة في البحر الأبيض المتوسط الأسبوع المقبل، حرصاً على تهدئة التوتر القائم بين الدولتين العضوتين في "الناتو".
كان من المفترض أن تجري اليونان مناورات الأربعاء، 28 أكتوبر/تشرين الأول، والمصادف ليوم أوخي (رفض إطاعة موسوليني) وهو عيد وطني، فيما كانت تركيا تعتزم إجراء مناوراتها الخميس، الذي تحيي فيه عيد الجمهورية.
ترحيب الناتو: من جانبه رحب أمين عام حلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ بهذا القرار، وذلك في ختام اجتماع بتقنية الفيديو، ضم وزراء الدفاع في دول الحلف، من بينهم اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس، والتركي خلوصي أكار.
اعتبر ستولتنبرغ هذه الموافقة من الطرفين "خطوة في الاتجاه الصحيح، ستتيح التقليل من مخاطر حصول حوادث"، مضيفاً: "سأقول إننا أجرينا محادثات جيدة وبناءة، حيث عبّر الحلفاء عن دعم قوي لآلية الحلف الخاصة بتجنب النزاعات".
كما أشار ستولتنبرغ إلى أنه على الرغم من تمكن الحلف الأطلسي من المساعدة في الفصل بين الجيشين المتنافسين، فإنه يقع على عاتق أنقرة وأثينا فتح حوار لحل خلافاتهما طويلة الأمد، حسبما قال.
تمديد ومواجهة: كانت تركيا قد أعلنت الأربعاء، 21 أكتوبر/تشرين الأول، تمديد مهام سفنها في البحث عن مصادر الطاقة شرق البحر المتوسط، أسبوعاً آخر، في الوقت الذي اجتمع فيه قادة دول مصر واليونان وقبرص في نيقوسيا، لبحث سبل التنسيق بين الدول الثلاث في مواجهة ما سمّوه "الاستفزازات التركية" في شرق البحر المتوسط.
يأتي تمديد مهام السفن التركية بعد 10 أيام من إعلان إبحار السفينة "أوروتش رئيس" مجدداً من أنطاليا (جنوبي تركيا)، للقيام بأعمال استكشافية في منطقة بحرية تبعد 15 كلم فقط عن الشواطئ التركية و425 كيلومتراً عن البرّ اليوناني الرئيسي.
كانت أنقرة قد سحبت "أوروتش رئيس" من البحر الشهر الماضي، وذلك فيما قالت إنه بهدف الصيانة، وكذلك "لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية"، ولكنها أعادت السفينة هذا الشهر، ما أثار استهجان وغضب اليونان وفرنسا وألمانيا.
بالتزامن مع قرار تمديد مهمة سفينة الاستكشاف التركية، أكد فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، أن بلاده لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي أحد كان، وليس اليونان فقط.
حيث قال أقطاي في مقابلة مع محطة "سي إن إن تورك" (CNN Türk)، الأربعاء، إن لدى بلاده جرفاً قارياً خاصاً بها في المتوسط تقوم بالتنقيب فيه، مضيفاً أنها لا تحتاج لإذن أو موافقة من أحد، وأنها ستواصل أعمال التنقيب والبحث في المتوسط، وكذلك في شمال قبرص.
وأكد أقطاي أن "تركيا لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي أحد كان، وليس اليونان فقط، خصوصاً فيما يتعلق بحقوق الأجيال القادمة، فهي لن تفرّط فيها لأحد مهما كلفها ذلك".
أزمة شرق المتوسط: وتصاعدت حدة التوتر في منطقة شرقي البحر المتوسط، بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
تركيا أرسلت سفينتي مسح إلى أجزاء منفصلة في المنطقة، ما أثار احتجاجات شديدة من جانب قبرص واليونان اللتين تقولان إن أنقرة تتعدى على جرفهما القاري. في حين تقول تركيا إن لديها حقوقاً مشروعة في هذه المنطقة.
وليس هناك اتفاق بين اليونان وتركيا على ترسيم جرفهما القاري، في حين تقف تركيا في مواجهة أي مطالبات من جانب قبرص، التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.