زعمت مجموعة من المهاجرين أنهم تعرضوا لمعاملة وحشية وإساءة جسيمة على أيدي ضباط إنفاذ القانون في كرواتيا، عندما كانوا يحاولون العبور إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، قبل إعادتهم إلى البوسنة، وفق ما كشفته منظمة إغاثة دنماركية مقرها في البلقان.
صحيفة The Washington Post الأمريكية ذكرت الجمعة، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن نيكولا باي، رئيس المجلس الدنماركي للاجئين في البوسنة DRC، قال لوكالة Associated Press إن 149 مهاجراً من جنسيات مختلفة، أجرى موظفوه معهم مقابلات منفردة خلال الأيام العشرة الماضية، أفادوا بأنهم تعرضوا "لإساءات جسيمة" من الشرطة الكرواتية.
انتهاكات خطيرة: قال باي إن شهادات هؤلاء المهاجرين تتضمن مزاعم بتعرضهم لضرب وحشي لفترات طويلة، وتجريد بعضهم من ملابسهم، وإجبارهم على الاستلقاء مثل جذوع الأشجار المكدسة فوق بعضها، مضيفاً: "لدينا تقارير عن تعرض حالتين لانتهاكات جنسية خطيرة".
باي أشار إلى أن الشهادات التي جمعوها من مجموعات لم تكن على اتصال ببعضها تضمنت الروايات نفسها عن العنف. وأضاف: "التشابهات بين هذه الروايات مخيفة حقاً، حيث إنها تشير إلى انتهاكات منهجية… على أيدي رجال يرتدون زياً أسود وأقنعة سوداء" تُخفي وجوههم.
فيما حثَّت الأمينة العامة للمجلس الدنماركي للاجئين في البوسنة، شارلوت سلينتي، التي وصفت هذه الشهادات بالـ"مروعة"، في بيان مكتوب، على اتخاذ إجراء فوري "لوضع حد لهذا العنف المنهجي".
أضافت شارلوت: "معاملة البشر بهذه الطريقة… بغض النظر عن وضعهم المتعلق بالهجرة، لا يمكن ولا ينبغي أن تقبل بها أي دولة أوروبية أو أي مؤسسة تابعة للاتحاد الأوروبي".
ليست المرة الأولى: هذا وتتهم منظمات حقوق الإنسان الشرطة الكرواتية منذ سنوات بالتعامل الوحشي مع المهاجرين، وصدهم بطريقة غير قانونية، وهو ما تنفيه كرواتيا باستمرار.
بينما لم يستجب المكتب الإعلامي للشرطة الكرواتية لمحاولات الاتصال به يوم الجمعة. وقالت وزارة الداخلية الكرواتية مطلع الأسبوع الماضي إنها تحقق في مزاعم المجلس الدنماركي للاجئين بهدف "إزالة أي لَبس حول سلوك ضباط الشرطة الكرواتية أو معاقبة جميع المخالفات والقضاء عليها إن حدثت".
يُشار إلى أن المهاجرين الذين تحدث معهم المجلس الدنماركي للاجئين في البوسنة يحملون إصابات واضحة، وثّقتها أيضاً مجموعة من الصور المزعجة التي حصلت عليها وكالة Associated Press.
من هؤلاء شاب من بنغلاديش يقيمون في مخيم قريب من الحدود مع كرواتيا، حيث تقطعت السبل بمئات المهاجرين، قالوا: "حين يمسكون بنا يشرعون في ضربنا بالعصي وركلنا كما لو كنا حيوانات… قبل أن يعيدونا" إلى البوسنة.
كما زعم مهاجر آخر، عرّف نفسه بأنه محمد من باكستان، أن الشرطة الكرواتية أطلقت الكلاب عليه بعد عبوره إلى البلاد قبل أسبوعين. وكشف عن جروح مضمَّدة في ذراعيه وساقيه.