دعا الاتحاد الأوروبي، السبت 24 أكتوبر/تشرين الأول 2020، كلاً من مصر وإثيوبيا والسودان، إلى العمل الحثيث، من أجل التوصل إلى اتفاق حول "سد النهضة"، وأضاف: "حان الآن وقت العمل، وليس وقت زيادة التوترات في المنطقة".
موقف الاتحاد الأوروبي صدر عن الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل، الذي أضاف في بيان، أن أكثر من 250 مليوناً من سكان حوض النيل سيستفيدون في حال التوصل إلى اتفاق عبر الحوار لملء سد النهضة الإثيوبي، وهؤلاء يتوقعون تنفيذ استثمارات بمجال أمن المياه والري والإنتاج الزراعي وتوليد الكهرباء.
بيان الاتحاد قال إن الاتفاق على ملء الخزان أمر يمكن التوصل إليه بين كل من السودان ومصر وإثيوبيا، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يؤيد جهود جنوب إفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، الرامية للتوصل إلى حل عبر الحوار، ويتطلع إلى رؤية استئناف الحوار وإلى نجاح التفاوض.
الجمعة، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حذَّر خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، من خطورة الوضع المتعلق بأزمة "سد النهضة"، لافتاً إلى أن الأمر قد ينتهي بقيام المصريين بتفجير السد.
ترامب قال مخاطباً حمدوك، بحسب مقطع مصور للمكالمة، إن الإثيوبيين توصلوا إلى اتفاق حول السد، لكنهم خرقوا الاتفاق، ولا يمكنهم أن يفعلوا ذلك.
وردّاً على ذلك، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، السبت، إنه لا توجد قوة يمكنها أن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها التي خططت لها بشأن سد النهضة.
كما استدعت إثيوبيا السفير الأمريكي؛ للاحتجاج على ما وصفته بأنه "تحريض على الحرب" مع مصر من قِبل الرئيس دونالد ترامب، بسبب النزاع القائم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: "التحريض على الحرب بين إثيوبيا ومصر من قِبل رئيس أمريكي حالي، لا يعبر عن الشراكة طويلة الأمد ولا التحالف الاستراتيجي بين إثيوبيا والولايات المتحدة، وهو غير مقبول في القانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين الدول".
المفاوضات بين الدول الثلاث تعثرت على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
أديس أبابا تصر على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل.
تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار.
وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.