كشف معاذ العمري، المذيع في إذاعة "ميلودي إف إم" الأردنية، مساء الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنهم بالفعل قطعوا الاتصال عن الأسيرة الأردنية المحررة أحلام التميمي خلال حديثها عن قضية إبعاد زوجها عن البلاد، ما أثار ردود فعل متضامنة معها.
العمري وفي مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، قال إنهم بالفعل قطعوا الاتصال عن التميمي وكذبوا على الجمهور حين خرجوا وقالوا إنهم لم يفعلوا ذلك، مشيراً إلى أنهم أصروا على الكذب ولم يكشفوا الحقيقة طيلة ثلاثة أيام بعد الواقعة.
فيما قال إنه في اليوم الثالث أعطى الفرصة كاملة لزميله في البرنامج، من أجل الخروج على الهواء وكشف الحقيقة للمواطنين، لكن زميله لم يفعل ذلك، مشيراً إلى أن موقف زميله لا يمثله، معلناً التبرؤ منه.
لا يريد أن يكون جزءاً من الفوضى
كذلك قال معاذ العمري، إنه لا يقبل أن يكون جزءاً من هذه الفوضى التي حدثت في الإذاعة، مشيراً إلى أنهم وأهلهم وأزواجهم تعرضوا للسب والشتم من الجمهور، بسبب الموقف الغامض من أحلام التميمي.
كان أردنيون تداولوا على شبكات التواصل الاجتماعي، الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020، مقطع فيديو لمذيعَين أردنيَّين أرادا قطع الاتصال عن الأسيرة الأردنية أحلام التميمي، خلال حديثها على إذاعة محلية عن قضية إبعاد زوجها عن البلاد، ما أثار ردود فعل متضامنة معها.
حيث اتصلت التميمي ببرنامج على إذاعة "ميلودي إف إم"، يقدمه مذيعان أردنيان، وعندما بدأت أحلام بالحديث عن قرار إبعاد زوجها عن الأردن وإجباره على مغادرة البلاد، وأنها أرسلت مناشدة إلى ملك البلاد لحل القضية، بدأ المذيعان محاولاتهما قطع الاتصال.
كان حديث التميمي على الإذاعة يُبث مباشرة من داخل غرفة الاستوديو، ويظهر في الفيديو مذيع بدأ يحرك يديه، في إشارة منه إلى غرفة "الكنترول" لقطع الاتصال عن التميمي، ثم بدأ المذيع الثاني ادعاء أن صوت أحلام لم يكن مسموعاً، على الرغم من أن الفيديو يُظهر أن صوتها كان واضحاً ولا مشكلة في وصوله إلى الإذاعة والمستمعين.
طلب المذيع من أحلام أن تغيّر مكانها بحجة أن صوتها يشوبه التقطيع، وحينها قال المذيع الثاني: "لو تعاودي الاتصال بنا مرة أخرى"، وبعد ذلك يعود المذيع الأول ليقول إن الصوت يتقطع، ثم ينقطع الاتصال بالفعل.
ردود فعل على ما حدث للتميمي
فيما أثار تصرُّف المذيعَين مع الأسيرة أحلام ردود فعل واسعة على شبكات التواصل، وتصدَّر هاشتاغ "#احلام_التميمي_صوتك_عالي" قائمة التغريدات الأكثر تداولاً على تويتر لدى الأردنيين، وأبدى كثيرون تضامناً معها أيضاً.
المغرد صلاح الدين بركات علّق على ما تعرضت له التميمي، وقال: "بيعز علينا امرأة بطلة ماجدة كأحلام التميمي، إنها تطلب شيء بالأساس هو حق إلها، امرأة مرّغت أنف الصهاينة بالتراب وبسببها عاشوا الرعب ليالي وأيام، لو كان الزمان غير الزمان لكانت أيقونة ورمز وهي والله كذلك، لكنهم لا يليقون بأحلام".
كما قال مغرد باسم أنس الجرجوازي: "مقطع قصير يلخص سقف الحريات الممنوحة في #الأردن، والأخطر هو الرقابة الذاتية من المذيع نفسه! نشاهد هنا كيف حرم المذيعان #أحلام_التميمي حتى من إيصال مناشدتها للملك؛ خشية من الأبعاد السياسية لذلك. كم هو مُحزن حجم سيطرة ثقافة الخوف على جميع الأصعدة. #أحلام_التميمي_صوتك_عالي".
كان "عربي بوست" قد علِم أنَّ نزار التميمي، الأسير الفلسطيني المحرَّر في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة، الخميس 1 أكتوبر/تشرين الأول؛ بعد أن أبلغته السلطات الأردنية، الأربعاء 30 سبتمبر/أيلول، أنه "ضيف غير مرغوب فيه"، وطالبته بمغادرة المملكة في غضون 48 ساعة.
نزار التميمي هو زوج الأسيرة المحرَّرة أحلام التميمي المطلوبة للولايات المتحدة، إذ طالبت وزارةُ العدل الأمريكية الحكومةَ الأردنية بتسليم أحلام، وذلك بعد أن وضعها مكتب التحقيقات الفيدرالي على رأس لائحة "الإرهابيين" المطلوبين بتهمة المشاركة في تفجير مطعم إسرائيلي عام 2001 قُتل فيه أمريكيان، كما وضع المكتب مكافأةً تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقالها أو إدانتها.
تجديد إقامة نزار التميمي
مصادر مقربة من عائلة التميمي أوضحت لـ"عربي بوست"، أن السلطات الأردنية رفضت تجديد إقامة نزار التميمي، بعد 9 سنوات قضاها رفقة زوجته في العاصمة الأردنية عمّان، كما أشارت إلى أن نزار اضطر إلى السفر نحو الدوحة، إذ يملك إقامة استثنائية في قطر، مُنحت له إلى جانب مجموعة من الأسرى المحررين بصفقة شاليط، من قِبل السلطات القطرية.
المصادر ذاتها أكدت أن الغرض من رفض عمّان تجديد إقامة التميمي، هو "الضغط على زوجته الأسيرة المحرَّرة أحلام التميمي، من أجل مغادرة الأردن أيضاً"؛ وذلك لتجنيب عمّان مزيداً من الضغط الذي تمارسه واشنطن لتسليمها بغرض محاكمتها في قضية تفجير مطعم بالقدس المحتلة عام 2001.
يُشار إلى أن الأسيرة المحررة تواجه عقوبة السجن مدى الحياة إذا اعتُقلت وحُوكمت في الولايات المتحدة، لكن محكمة التمييز- أعلى هيئة قضائية في الأردن- صدَّقت عام 2017 على قرار صدر عن محكمة استئناف عمّان، يقضي برفض تسليم التميمي إلى السلطات الأمريكية.
أحلام التميمي هي صحفية فلسطينية تحمل الجنسية الأردنية، وُلدت عام 1980م في مدينة الزرقاء بالأردن التي غادرتها مع أهلها عندما انتهت من الثانوية العامة إلى فلسطين.
من خلال عملها الصحفي، اصطدمت أحلام بواقعٍ قاسٍ ومريرٍ للفلسطينيين سببه الاحتلال، كانت ذروته خلال الانتفاضة، فقرّرت أن تتحول للعمل المقاوم المسلح، وانضمت إلى كتائب القسام الجناح العسكري التابع لحركة حماس، لتكون بهذا أول امرأة تنضم إلى "القسام"، بقرار من عبدالله البرغوثي، الأسير صاحب أعلى حُكم بالمؤبد في سجون الاحتلال حالياً، وقائد كتائب القسام في الضفة الغربية آنذاك.
بحسب تصريحات سابقة لها لوسائل إعلام، تقول أحلام إنها اختارت طريق المقاومة؛ لأنه السبيل الوحيد لتحرير الأرض، لكنها لم تكن استشهادية في الخلية العسكرية التابعة لكتائب القسام؛ لأن "للاستشهادي صفات لم تكن موجودة في شخصيتي أنا".