كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن العاهل السعودي الملك سلمان عيّن الشيخ سعود المعجب، المدعي العام للمملكة الذي أُوفِد إلى تركيا في 2018 للتحقيق في وفاة جمال خاشقجي، عضواَ في هيئة كبار العلماء.
فقد أصدر العاهل السعودي سلسلة مراسيم ملكية تنص تعيد تشكيل مجلس الشورى والمحكمة العليا وهيئة كبار العلماء في المملكة، وأمرت المملكة بـ"إصلاح" المجلس، الذي يرأسه المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بتعيين 20 شخصاً فيه منهم المعجب.
قضية اغتيال جمال خاشقجي: كان المدعي العام السعودي قد تعرضت لانتقادات تركية عقب مغادرته الدولة في أكتوبر/تشرين الأول 2018، ورفضه الرد على أسئلة مهمة من نظرائه الأتراك عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول.
إذ وصل المعجب إلى إسطنبول في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، حيث عقد مباحثات مع النائب العام. وقيل إنَّ المسؤولين الأتراك شعروا "بارتياب بالغ" تجاه المجيب؛ إذ رفض مراراً الإجابة عن الأسئلة الخاصة بوجود جثمان خاشقجي.
فيما نقل تقرير الموقع البريطاني عن عبد القادر سيلفي، كاتب الأعمدة في صحيفة Hurriyet التركية قوله: "لماذا أخفى المدعي العام السعودي المعلومات حول الجثمان عن نظرائه الأتراك؟ ربما لأنه لم يزُر تركيا لحل قضية القتل بل لإنقاذ ولي العهد".
بدوره، قال مسؤول تركي رفيع لوكالة الأنباء الفرنسية Agence France-Presse في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018 إنَّ المسؤولين السعوديين الذين جاؤوا برفقة المعجب بدوا غير راغبين في "التعاون بصدق" مع تركيا. كما أضاف المسؤول التركي، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "بدا المسؤولون السعوديون مهتمين بالأساس في معرفة الأدلة التي توصلت لها السلطات التركية ضد الجناة.
محاكمة سلمان العودة: يُذكر أنه في أثناء شغل المعجب منصب المدعي العام، أشرف على مقاضاة العالم السُني التقدمي الشهير سلمان العودة لنشره تغريدة دعا فيها لتصالح السعودية مع قطر، والناشطة المرشحة للفوز بجائزة نوبل لُجين الهذلول بسبب تظاهرها للمطالبة بحق النساء في القيادة.
إذ تم اعتقال الشيخ سلمان العودة ضمن تداعيات انقلاب مفاجئ في سياسة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بعدما بدأ بالتقارب مع علماء الدين في السعودية وتحسين العلاقات مع قطر.
أدى هذا الانقلاب في السياسة السعودية إلى فرض حصار مفاجئ على قطر، وانضمَّت السعودية للحرب الإماراتية المصرية على تنظيم الإخوان المسلمين وعلى التيار الإسلامي الذي يوصف بالمعتدل.
غير أن اللافت أنه قبل اعتقال العودة، سبق أن اتصل الملك سلمان به لتعزيته في وفاة زوجته وابنه في حادث سيارة.
حقائب مليئة بالحلويات والمكسرات: المسؤول السعودي الذي منذ وصوله إلى تركيا بشأن التحقيق في القضية بالتعاون مع الأتراك، لا يريد أن يقدم المزيد من المعلومات عن الجريمة التي أثارت غضب العالم منذ قرابة الشهر، بحسب ما قاله الأتراك بعد مغادرته الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، لفت الانتباه أثناء عودته إلى الرياض من خلال الحقائب التي كانت تحمل على العربات الصغيرة، لتوضع في الطائرة التي سيعود بها إلى السعودية.
بحسب الصور التي نشرتها صحيفة AHABER التركية، فإن النائب العام السعودي حرص على شراء كميات كبيرة من الحلويات والمكسرات التركية.
الصحيفة التركية أوضحت أنه قبل وصول النائب العام السعودي إلى مطار أتاتورك وصلت سيارة خاصة كانت تحمل الحقائب التابعة للمسؤول السعودي، ونزل منها 4 أشخاص قاموا بوضع العبوات والحقائب في عربات صغيرة لنقلها إلى الطائرة.
