قال مسؤول إسرائيلي، الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنَّ تل أبيب وأبوظبي وضعتا أجندة لمناقشة جلب مئات من الزوار من الخليج إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية، التي تضم المسجد الأقصى، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
إذ قالت نائبة رئيس بلدية مدينة القدس المحتلة فلور حسان-ناحوم، لصحيفة Israel Hayom: "ستستضيف القدس ما بين 100 و250 ألف سائح مسلم سنوياً، فهم يحلمون بزيارة الأقصى".
أضافت فلور، التي سافرت إلى الإمارات في الأسبوع الماضي: "مثلما طوَّرنا السياحة الدينية المسيحية، نخطط للعمل على تطوير السياحة الدينية الإسلامية"، وقالت: "هناك انعطافة هائلة قيد التطوير".
الأردن لا علم له بالموضوع: وفقاً لاتفاق وصاية مشترك قائم منذ فترة طويلة بين الأردن وإسرائيل، تحتفظ عمّان بحق السيطرة على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، إلى جانب أنَّ إدارة أوقاف القدس تابعة لها.
إذ قال هايل داود، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني السابق، لموقع Middle East Eye، إنَّ السلطات الأردنية "غير مهتمة بتنسيق الزيارات هذا، وليست على دراية به، ولا هي جزء منه".
كما أضاف داود: "من حيث المبدأ، ندعم أي عربي ومسلم يزور المسجد الأقصى؛ لإبقائه حياً بزوّاره. لكن الزيارات المُنسَّقة مع سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) والمستندة إلى الاتفاقيات الموقَّعة لا تصبُّ في صالح المسجد الأقصى أو الشعب الفلسطيني".
الزيارات انطلقت فعلاً: فقد زار وفد أعمال من أبوظبي، الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول، الحرم القدسي الشريف تحت حماية شرطة الاحتلال. ثم يوم الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول، زار وفد غير رسمي آخر، يُزعم أنه من دبي، المسجد الأقصى.
كما لم يحصل الوفدان الإماراتيان على موافقة إدارة أوقاف القدس على الزيارة، ولا أبلغا الإدارة بهذه الزيارة.
كانت هذه الزيارات هي الأولى من نوعها للموقع التاريخي منذ أن وقَّعت البحرين والإمارات اتفاقية تطبيع مثيرة للجدل مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة في 15 سبتمبر/أيلول، بواشنطن العاصمة.
قال داود لموقع Middle East Eye، إنَّ زيارة المسجد الأقصى بالتنسيق مع إسرائيل "تمنح الاحتلال غطاء من الشرعية… هذه الخطوات غير مقبولة ودون جدوى".
"اقتحام" وليست زيارة: أعلن مكتب حركة فتح الفلسطينية بالقدس، في بيان أصدره يوم الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول: "كل زيارة للقدس لا تتم بالتنسيق مع (القيادة الفلسطينية) ومع الوقف الأردني والفلسطيني… هي اقتحام وليست زيارة".
تفاقمت المخاوف بشأن مصير المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، منذ توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
لطالما دعت بعض الشخصيات الإسرائيلية اليمينية إلى تدمير المسجد الأقصى؛ لإفساح المجال لمعبد يهودي ثالث بالأقصى، إذ يعتقد اليهود أنَّ المسجد الأقصى مبنيٌّ في المكان الذي كان توجد فيه المعابد اليهودية الأولى والثانية.
كما يخشى الفلسطينيون أن تؤدي جولات الإماراتيين والمستوطنين الإسرائيليين داخل الحرم القدسي إلى تآكل مطالباتهم بالمنطقة، وتقضي على تطلعاتهم في الحصول على حقوقهم كاملة ودولة خاصة بهم مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.