كشفت صحيفة The Times البريطانية، أن روسيا واجهت هذا العام أسوأ انخفاض في التعداد السكاني منذ عام 2006، إذ تشير المؤشرات الحكومية إلى تراجع قد يصل لـ325 ألف نسمة، وذلك بسبب عدة عوامل مؤثرة، أهمها ارتفاع وفيات المصابين بفيروس كورونا.
بحسب ما نقلته الصحيفة، الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، عن ورقة أبحاث حكومية، فإن الانخفاض الذي تواجهه روسيا هذا العام، أكبر بعشرة أضعاف من الانخفاض السكاني، العام الماضي (2019)، والأسوأ منذ عام 2006.
يشير التقرير الحكومي إلى أن الخطر الذي يواجه روسيا بانخفاض تعدادها السكاني قد يبقى في تراكم ارتفاع سنوي قد يصل إلى 1.2 مليون نسمة بحلول عام 2024.
كورونا عامل رئيسي: وتُرجع الورقة البحثية الانخفاض السكاني لهذا العام إلى انخفاض الهجرة، وتراجع نسب المواليد، وارتفاع معدلات الوفيات، الذي يُعزى جزئياً إلى جائحة فيروس كورونا.
إذ تسجل الإحصاءات الرسمية زيادة في أعداد الوفيات بـ71.748 وفاة خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، وكان مرض كوفيد-19 سبباً في ثلثي هذا العدد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
محاولات بوتين: تأتي هذه الأرقام لتوجِّه صفعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما قالت الصحيفة، الذي أوكل إلى حكومته عام 2018، مهمة التأكد من النمو السكاني الطبيعي المستدام بحلول 2024، لكن عندما اتضح أن الهدف غير ممكن، أعاد الكرملين توجيه تركيزه على زيادة الأعداد عن طريق الهجرة.
ففي أبريل/نيسان، وافق الرئيس على قانون حول الجنسية المزدوجة، تأمل الحكومة أن يجذب ما يصل إلى 10 ملايين مواطن جديد، بعد أن أُعفي الأجانب من التنازل عن جنسياتهم التي وُلدوا بها.
الأجانب المتزوجون بمواطنين روس أو من لديهم أطفال يحملون الجنسية الروسية، سيحصلون على إعفاء من الحاجة إلى إثبات بقائهم في البلاد لخمس سنوات على الأقل، قبل التقدم للحصول على الجنسية، وقد سهّل بوتين كذلك على الأشخاص الذين يعيشون بالمناطق التي يسيطر عليها الكرملين في شرق أوكرانيا، أن يتقدموا للحصول على الجنسية.
تراجع رغم الإقبال: حتى العام الماضي، جذبت روسيا ثاني أعلى نسبة مهاجرين على مستوى العالم، باستثناء أمريكا، إذ انتقل 153.900 شخص إلى روسيا في العام الماضي.
مع ذلك، تراجعت الأعداد تراجعاً حاداً هذا العام، في ظل تراجع أعداد المهاجرين إلى موسكو بنسبة 40%، في خضم الانكماش الاقتصادي والقيود على السفر التي نتجت عن الجائحة، وفقاً لما صرح به عمدة العاصمة الروسية، سيرجي سوبيانين.
قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكور، إن الصعوبات التي تعترض طريق زيادة التعداد السكاني لروسيا ربما تُعزى إلى "ثغرتين ديموغرافيتين" وهما الحرب العالمية الثانية وانهيار الاتحاد السوفييتي.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الحكومية للإحصاء (Rosstat) تنبأت في العام الماضي، بأن التعداد السكاني لروسيا قد يتراجع في العقدين التاليين بنحو 12 مليون نسمة. كما قالت الأمم المتحدة إنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يتراجع التعداد السكاني لروسيا بنسبة 50%، ليصل إلى 83 مليون نسمة بحلول عام 2100.