أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تحرير جيش بلاده مدينة "فضولي"، في إقليم ناغورني قره باغ، وذلك بعد ليلة دامية أعلن فيها عن مقتل 12 شخصاً على الأقل في قصف جوي شنته أرمينيا على تجمعات سكنية بـ"كنجة"، ثاني أكبر مدينة أذربيجانية.
قصف ليلة الجمعة كان الأعنف منذ اندلاع الصراع من جديد بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قرة باغ، في 27 سبتمبر/أيلول 2020، مهدداً بانهيار شبه تام لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه قبل أسبوع، في موسكو، للسماح للأطراف بتبادل الأسرى وجثث القتلى، ولم يصمد لساعات.
تحرير مدينة كاملة: في كلمة متلفزة للشعب، أكد الرئيس علييف أن الجيش الأذربيجاني حرر مركز مدينة فضولي، وكلاً من قرى كوتشهميتلي، وتشيمن، وجوفارلي، وبيراهميتلي، وموسابييلي، وإيشقلي، وديديلي، التابعة لها، من أيدي القوات الأرمينية.
كان الجيش الأذربيجاني نجح في استعادة بعض قرى فضولي، قبل الإعلان عن الهدنة التي تمت بعد مباحثات في موسكو، في 9 أكتوبر/تشرين الأول، بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين.
يشار إلى أن أرمينيا احتلت مدينة فضولي ومعظم القرى التابعة لها، عام 1993، حيث كان يقطن فيها قبل الاحتلال أكثر من 144 ألفاً، بعد شنها هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 أذربيجاني، وإصابة ما يزيد عن 1500.
وتبلغ مساحة محافظة فضولي 1386 كم مربع، وتضم مركز المحافظة، و75 قرية، 20 قرية منها فقط لم تخضع للاحتلال الأرميني.
قصف عنيف: كان نائب الرئيس الأذربيجاني، حكمت حاجييف، قد أعلن فجر السبت، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الجيش الأرميني استخدم صواريخ باليستية من نوع سكود "إلبروس" في هجومه الذي شنه ليل الجمعة على مدينة "كنجة"، ثاني أكبر مدينة بأذربيجان، وأسفر عن مقتل 12 مدنياً على الأقل وإصابة العشرات.
نائب الرئيس أكد على أن اتجاه أرمينيا لاستهداف المدنيين جاء بسبب الخسائر التي تتكبدها في ساحة المعركة، مضيفاً: "وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عجزها"، مشدداً على أن "هجوم كنجة كان متعمّداً".
من جانبه، أعلن الادعاء العام في أذربيجان أن أحد الصواريخ التي أُطلقت على مناطق تواجد المدنيين بالمدينة أصاب بناية مكونة من عدة طوابق، ما أسفر عنه سقوط 12 قتيلاً، وأكثر من 40 جريحاً، كلهم من المدنيين.
بيان الادّعاء العام أشار كذلك إلى أن الغارة الجوية ألحقت أضراراً بعدد من المنازل، والمحال التجارية، ومركبات المواطنين.
في حين أشار المسؤول الأذربيجاني إلى أن أعمال البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة بالمدينة المذكورة، لانتشال مدنيين من تحت أنقاض أكثر من 20 منزلاً تسببت الغارة في تدميرها. ولفت أن "هناك طفلين بين من لقوا حتفهم"، موضحاً أن مدينة "كنجة" بعيدة للغاية عن منطقة القتال.
كما تابع قائلاً إن أرمينيا بدأت في مهاجمة المدنيين بوحشية بأنظمة صاروخية جديدة، وهذا دليل على سياستها الإرهابية على حد قوله، مشيراً أنها صواريخ باليستية أطلقت من داخل الأراضي الأرمينية.
كذلك، فبعد هجومه على "كنجة"، شن الجيش الأرميني غارة جوية ضد مدينة "مينغا تشيفير"، مستهدفاً محطة الطاقة الكهرومائية بها، غير أن الدفاعات الجوية الأذربيجانية تصدت لها.
إدانة تركية للقصف: وفي أول تعليق رسمي من الجانب التركي، أعلن متحدث الحكومة، عمر جليك، إدانة بلاده للهجوم الذي استهدف "كنجة"، مجدداً وقوف أنقرة الكامل بجانب أذربيحان، وأن "الهجمات الأرمينية لن تمر دون عقاب".
يذكر أنه في 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية في "قره باغ"، رداً على هجوم أرميني استهدف مناطق مدنية، وتمكن الجيش خلالها من تحرير مدينة جبرائيل، وبلدة هدروت، وأكثر من 30 قرية.
كذلك، في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تم التوصل إلى هدنة إنسانية في موسكو، بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا، لكن بريفان خرقتها بعد أقل من 24 ساعة بقصفها مدينة كنجة، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين.