كشفت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنه يجري احتجاز عشرات الأشخاص، ومن بينهم أمهاتٌ جُديدات، كرهائن فعلياً داخل مستشفى كينشاسا العام في العاصمة الكونغولية لأنهم لا يستطيعون دفع فواتيرهم.
إذ إن ممارسة احتجاز المرضى المعوزين هي ممارسةٌ شائعة في وسط وغرب إفريقيا، وتشيع للغاية في المستشفيات الحكومية داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تُعد من أفقر دول القارة، والتي تمتلك واحدةً من أدنى معدلات الإنفاق على الصحة للفرد في العالم.
أمهات معتقلات: حيث قالت لينا ميكيلي (30 عاماً) إنها احتُجِزَت لشهرين ونصف وسط أوضاعٍ فوضوية مزدحمة بعد عجزها عن سداد 1.23 مليون فرنك كونغولي (633 دولاراً) مقابل ولادة ابنتها غراسيا.
كما أضافت قائلة: "هجرني أصدقائي، وأسرتي، والكنيسة. كانوا يخشون القدوم لرؤيتي. الأوضاع هنا سيئة. فهناك رائحةٌ سيئة وصخبٌ هائل".
اثنتان من الأمهات المحتجزات هما فتاتان في عمر الـ13. قالت إحداهما: "حين علمت عائلتي أنني سأُجري ولادة قيصرية، فرّوا هاربين". ومنحتها الكنيسة نحو 50 دولاراً، لكنها قالت إنه ما يزال عليها دفع 900 دولار تقريباً.
كما صارت العديد من النساء شبه محاصرات بعد الولادة القيصرية غير المتوقّعة، والتي قد تُكلّف ما يصل إلى نحو 500 دولار أكثر من الولادة العادية.
غياب المساعدات بسبب كورونا: قبل الجائحة كان أصحاب القلوب الرحيمة، ورجال الأعمال الأثرياء، والساسة الانتهازيون أحياناً يذهبون إلى المستشفيات ويُسدّدون الفواتير المستحقة للمرضى. ولكن منذ مارس/آذار، تراجعت التبرعات إلى حدٍّ كبير.
إذ قالت كادي نغالولا (42 عاماً) الممرضة القديمة في عنبر الولادة: "نعم، الأمر صعب، ولكننا نمنحهم الطعام إن لم يأكلوا. ولكن من الأفضل بالطبع أن تدفع لهم الحكومة". وأوضحت أن بعض المرضى يقضون ما يصل إلى ستة أشهر داخل العنبر.
في مايو/أيار، أمرت الحكومة بالإفراج عن جميع المرضى العاجزين عن سداد الفواتير، لكن المستشفيات أعادت هذه الممارسات سريعاً.
احتجاز "فاضح" للمرضى: بينما قال أكو لوردفريد، كبير المستشارين الفنيين لصحة الأم في صندوق الأمم المتحدة للسكان بجمهورية الكونغو الديمقراطية: "نحن نضغط وننادي بإنهاء هذه الظاهرة. فمن غير المقبول أنه بعد أن تلد المرأة طفلها تُضطّر إلى البقاء فترات طويلة داخل هذا الشكل من أشكال السجون".
بينما حثّ المدير التنفيذي لمركز الصحة الشاملة في Chatham House، روبرت ييتس، المتبرعين الغربيين على فرض المزيد من الضغط على حكومة الكونغو من أجل وقف الاحتجاز "الفاضح" للمرضى.
إذ قال: "من الخاطئ جوهرياً والمذهل أن المجتمع الدولي لا يفعل شيئاً حيال الأمر. فاحتجاز الأصحاء في خضم جائحة يُعرّضهم لخطر الإصابة بكوفيد-19".