بعث المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، برسالة إلى المسلمين تعهَّد فيها بأن تعكس إدارته التنوع البشري الموجود في أمريكا، وأن يخدم الأمريكيون المسلمون على كل المستويات، وبإلغاء "حظر دخول المسلمين" الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب في أول يوم له بمنصبه.
رسالة بايدن التي فضّل أن تكون عبر مقطع فيديو، بعث بها الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إلى منظمة Muslim Advocates، وهي منظمة حقوق مدنية إسلامية، شدد فيها على الوحدة ضد الكراهية والتعصب.
بايدن قال في رسالته حسب موقع Middle East Eye، إن "الثقة تتراجع اليوم وتبدو الآمال بعيدة المنال. فبدلاً من استعادة وحدتنا، تمزَّقنا. وأنا أرفض السماح بحدوث ذلك. لدينا مستقبل مشرق للغاية ويجب أﻻ نتركه يغرق في مياة ضحلة من الغضب والانقسام".
إضافة إلى تعهده بإلغاء حظر دخول المسلمين أمريكا، وعد بايدن بدفع التشريعات الرامية إلى مكافحة جرائم الكراهية، وقال نائب الرئيس السابق في عهد أوباما: "كرئيس، سأعمل معكم لنزع سم الكراهية من مجتمعنا، وتكريم مساهماتكم، والبحث عن أفكاركم. ستبدو إدارتي في تنوعها مثل أمريكا، الأمريكيون المسلمون سيخدمون على كل المستويات".
كانت تصريحات بايدن أمام منظمة Muslim Advocates هي المرة الثانية التي يخاطب فيها جماعة إسلامية منذ فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي، بعد أن ألقى خطاباً بالمؤتمر الافتراضي لمنظمة Emgage الإسلامية في يوليو/تموز 2020.
كما تناول المرشح الديمقراطي قضايا أوسع في تصريحاته، حيث عزز خطته لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وإنهاء "التفاوتات القاتلة في الرعاية الصحية والتعليم والفرص"، والتي قال إنها تضخمت بسبب الوباء، وقال إن إدارته ستعيد بناء نظام العدالة الجنائية لكي "يركز على الخلاص وليس الانتقام".
حث أيضاً بايدن الجمهور على التصويت وتشجيع الآخرين على المشاركة في الانتخابات أيضاً، وقال: "أرجو منكم حث كل شخص تعرفونه على التصويت، الأصدقاء والعائلة والزملاء، والمجتمع بأَسره".
بينما يمثل المسلمون أقلية صغيرة من الناخبين الأمريكيين، تتركز مجتمعاتهم في الولايات المتأرجحة الرئيسية التي فاز بها ترامب بهامش ضئيل عام 2016، وضمن ذلك ميشيغان.
بايدن قال: "لا يمكننا السماح لأي شخص بأن يعتقد أن صوته غير مهم، لأن الشعب الأمريكي هو من يقرر مصير هذه الانتخابات ويحدد مستقبلنا، الشعب الأمريكي -أنتم. لا يوجد شيء لا يمكننا فعله إذا فعلناه معاً. لذلك دعونا ننشر الإيمان؛ فلنبدأ العمل".
مع بدء التصويت المبكر بالفعل، من المرجح أن يجري تحديد موعد الانتخابات الأمريكية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حيث تُظهر استطلاعات الرأي أن بايدن في تقدُّم كبير. ومع ذلك، تحدى ترامب التوقعات واستطلاعات الرأي العام عندما هزم هيلاري كلينتون في عام 2016، وهذا هو سبب تحذير مؤيدي المرشح الديمقراطي من التراخي، وتأكيد أهمية كل صوت.
الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2020، استضاف الخصم الأساسي السابق لبايدن في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، السيناتور بيرني ساندرز، حدثاً افتراضياً بعنوان "الخروج للتصويت"، شارك فيه مسؤولون مسلمون أمريكيون منتخبون أكدوا الحاجة إلى المشاركة السياسية والإقبال "التاريخي" من مجتمعاتهم في التصويت؛ لهزيمة ترامب.
عضوة الكونغرس رشيدة طليب قالت: "سنذهب في حشود كبيرة إلى صنادق الاقتراع. وأنا أدعو مسلمينا بجميع أنحاء البلاد أن يعرفوا إلى أنه يتعين علينا أن نهزم الرجل الذي فرض حظراً على المسلمين. علينا التأكد من أننا سنهزم الكراهية من خلال التفوق في الأصوات".
عندما كان ترامب مرشحاً للرئاسة، تعهد بفرض "حظر كامل" على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وهو الوعد الذي يقول النقاد إنه نفذه عندما فرض حظر سفر على العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، في وقت مبكر من رئاسته.