بنية تحتية مهترئة وفنادق سيئة وشواطئ من الأزبال.. “كورونا” كشف وجه السياحة السعودية رغم صرف المليارات

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/08 الساعة 20:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/08 الساعة 20:23 بتوقيت غرينتش
خطط ولي العهد محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد السعودية بالسياحة والحفلات الجاذبة ستتقلص/رويترز

كشفت جائحة فيروس كورونا عن واقع السياحة في السعودية، والإهمال الكبير الذي طال عدداً من الأماكن السياحية بالبلاد، وذلك بعد أن دفعت هذه الظرفية الاستثنائية الآلاف من السعودية للجوء إلى الساحة الداخلية، ليكتشفوا واقعاً مُراً، رغم المشاريع السياحية التي أطلقتها المملكة بمليارات الدولارات.

وفق تقرير لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فقد منعت جائحة فيروس كورونا المقيمين بالسعودية من قضاء عطلاتهم المعتادة وسط عائلاتهم في بلادهم، مما اضطرهم إلى اللجوء للسياحة الداخلية في المملكة العريقة الممتدة على ساحل البحر الأحمر.

رهان حكومي: كان الحج هو السياحة المهمة الوحيدة في المملكة منذ فترة طويلة، وقد سُمح لبعض الزوار بالعودة إلى المزارات الدينية الشهر الماضي (أغسطس/آب)، بفضل تخفيف القواعد.

في السنوات الأخيرة، أعلنت الحكومة عن مشروعات تنمية بمليارات الدولارات، في إطار خطة ولي العهد، محمد بن سلمان، الطموحة لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط.

ومع تعليق السفر من وإلى البلاد، أطلقت الحكومة حملة تسويقية تشجع المقيمين فيها على زيارة الوجهات المحلية من الشواطئ الرملية البيضاء، والمناظر الجبلية الخلابة، والأطلال القديمة.

واقع مغاير: لكنَّ هذا كشف عن نواقص البنية التحتية السياحية للمملكة. فالفنادق والمطاعم غير كافية، ولا تمتثل للمعايير الدولية. 

كما تفتقر البلاد أيضاً إلى وسائل النقل العام، ولا توجد إلا بضع محطات توقُّف على الطرق السريعة بين المدن. ولا ننسى الأسعار الباهظة التي شكلت تحدياً آخر.

أما عن الشواطئ، فلم يكن مشهد مرتادي الشواطئ مشهداً عادياً. إذ كان يصعب الوصول إلى الشواطئ غير المرتادة، والمسارات الجبلية الخضراء، أو يجدها المرتادون مليئةً بالنفايات لدرجة أن بعض السياح الغربيين قرروا جمع القمامة بعد الخروج من المياه.

مليارات الدولارت: تخضع المملكة شديدة التحفظ لضغوط من أجل السماح للزوار الأجانب بشرب الكحوليات، وارتداء ثياب السباحة (البكيني). إذ يقول المسؤولون التنفيذيون، إن هذا الموسم علَّمهم الكثير عما يحتاجونه بالسوق، ولا بد من سد الثغرات في البنية التحتية للصناعة.

ولا نغفل أن السعوديين من أكبر المنفقين على السياحة في البلاد الأوروبية وغيرها من الوجهات، التي كانوا يفرون إليها في العطلات؛ هرباً من القيود في بلادهم المتشددة وحرارتها العالية. لذا تهدف السلطات إلى تحصيل ربع ما ينفقه سكانها المحليون بالخارج للترفيه في البلاد المجاورة وغيرها.

وعلى مدار الأشهر الأربعة الماضية، اتجهت العائلات السعودية إلى استكشاف الساحل الغربي للبلاد لأول مرة تقريباً، إضافة إلى الجبال على طول الحدود الجنوبية والتكوينات الصخرية. وبلغت نسبة إشغال الفنادق المحلية 48%، مع نسبة إنفاق تزيد بـ33% عن الفترة نفسها من العام الماضي (2019). كما خففت السلطات القيود على النشاط العام، التي تهدف إلى مكافحة انتشار فيروس الكورونا، مما خفف عن كاهل المسافرين الملتزمين بها.

ويُذكر أن الحكومة تضخ مليارات الدولارات لبناء وجهات سياحية جديدة، وتدفع القطاع الخاص نحو سد ثغرات البنية التحتية للصناعة.

تحميل المزيد