دعت مجموعةٌ دولية من علماء ينشطون في أعرق الجامعات الأمريكية، الحكومات إلى تغيير استراتيجيات مواجهة فيروس كورونا خاصتها، والسماح للشباب والأصحاء بالعودة إلى الحياة الطبيعية، مع حماية الفئات الأكثر عرضةً للخطر، عبر السماح للفيروس بالانتشار وسط الفئات الأقل عرضةً للخطر؛ أملاً في تحقيق "مناعة القطيع".
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن مقترحاً وضعه ثلاثة باحثين ووقّع عليه كثيرون، يعتقد أن هذه الطريقة ستمكّن عدداً كافياً من الناس من مقاومة الفيروس؛ من أجل كبح جماح الجائحة.
"إعلان غريت بارينغتون": هو الاسم الذي أطلق على هذه الخطة، وذلك تيمُّناً باسم البلدة التي انطلقت منها في ولاية ماساتشوستس، وهي تُمثّل الجولة الأخيرة في جدالٍ محتدم بشدة بين العلماء الذين يُؤيّدون أنماط تعامل مختلفة جذرياً مع الأزمة.
إذ يرى مؤلفو الإعلان -سونيترا جوبتا من جامعة أوكسفورد، وجاي بهاتاشاريا من جامعة ستانفورد، ومارتن كولدورف من جامعة هارفارد- أنّ حالات الإغلاق والقيود بسبب كوفيد-19 لها "تأثيرات مُدمّرة" على الصحة العامة، لأنّها تُعطّل الرعاية الروتينية وتضر بالصحة العقلية، في حين يتحمّل المحرومون العبء الأكبر لتلك الإجراءات.
بينما تُحاول العديد من الحكومات قمع الفيروس حتى ظهور علاجات ولقاحات جديدة؛ كتب الثلاثي أنّ الأشخاص الأكبر سناً وغيرهم من المعرضين للخطر تجب حمايتهم، في حين أنّ الأقل عرضةً للخطر "يجب السماح لهم فوراً بمواصلة الحياة الطبيعية".
كيف ذلك؟ في هذا السياق، قال ديفيد ليفرمور، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الطبية في جامعة إيست أنجليا وأحد الموقّعين على الإعلان، إنّ الأشخاص الأكبر سناً في دور الرعاية قد ينعمون بالحماية، في حال دفع أجورٍ جيّدة لمقدمي الرعاية وتسكينهم في منازل أو أماكن إقامة قريبة، لمدة شهرٍ من الزمن.
كما خلص مؤلفو الإعلان إلى أنّه من الصعب حماية العدد الأكبر من الأشخاص المتقدمين في العمر داخل المجتمع، لكنّهم أشاروا إلى أنّ الأفراد بإمكانهم وقاية أنفسهم: "إذا كنت في الـ75 من عمرك، فيُمكنك اختيار التقليل من الخروج قدر الإمكان. والجهود المبذولة حالياً لتقليل العدوى نجحت بالكاد في إبطاء الأمور".
في الشهر الماضي، قدّمت جماعتان علميتان في المملكة المتحدة توصيات متضاربة.
ففي خطابٍ مفتوح، قالت الأستاذة سونيترا جوبتا وزملاؤها، إنّ قمع الفيروس "غير ممكن"، بينما قال الخطاب الآخر للأستاذة تريش غرينهالغ من جامعة أوكسفورد، إنّه من غير العملي عزل مجموعةٍ كاملة من الأشخاص المعرضين للخطر عن المجتمع المفتوح.
آراء مخالفة: من جهة أخرى، وفي سلسلةٍ من التغريدات على تويتر رداً على الإعلان، قال عالم الأوبئة بجامعة ييل، غريغ غونسالفيس، إنّ حالات الإغلاق وغيرها من التدخّلات كانت ضرورية من أجل تقليل معدلات العدوى.
وفي ظل معاناة نحو نصف السكان من بعض المخاطر الصحية الكامنة لكوفيد-19، قال إنّ استراتيجيات مناعة القطيع تدور حول "ذبح قطيع المرضى والعاجزين. وهذا أمرٌ بشع".