أصبحوا يتأسفون على المخيم الذي كانوا يرونه جحيماً! مأوى جديد للاجئين باليونان يزيد أوضاعهم سوءاً

أظهرت شهادات أن مخيم المهاجرين الجديد على جزيرة ليسبوس اليونانية "أسوأ" من سلفه الضخم الذي دمّره حريق ضخم قبل شهر تقريباً، إذ يفتقر إلى المياه الجارية ومنشآت للاستحمام.

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/04 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/04 الساعة 08:25 بتوقيت غرينتش
معاناة كبيرة لآلاف اللاجئين - رويترز

أظهرت شهادات أن مخيم المهاجرين الجديد على جزيرة ليسبوس اليونانية "أسوأ" من سلفه الضخم الذي دمّره حريق ضخم قبل شهر تقريباً، إذ يفتقر إلى المياه الجارية ومنشآت للاستحمام.

أوضاع مزرية: كان طالبو اللجوء والمنظمات الإنسانية يعتبرون مخيم موريا الذي اجتاحه حريقان متتاليان، في الثامن والتاسع من سبتمبر/أيلول 2020 "جحيماً" فعلياً، بسبب أعمال العنف التي يشهدها والاكتظاظ وغياب ظروف النظافة فيه.

لكن بعد أقل من شهر على زواله بدأ المقيمون السابقون فيه يتأسفون عليه، وفقاً للشهادات التي جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية من قاطنين بالمخيم. 

من بين هؤلاء مرتضى، وهو أفغاني في السابعة عشرة من عمره، والذي قال إن "المخيم الجديد أسوأ من موريا"، مشيراً إلى أنه لا توجد "خيام ولا أدوية ولا كهرباء للطبخ، ولا نعرف ما سيحل بنا عندما يبدأ المطر".

المراهق الأفغاني هو من بين نحو 13 ألف شخص من المقيمين السابقين في موريا، والذين هجّرهم الحريق مجدداً، وقد خسروا كل شيء من مقتنيات شخصية ومؤن.

في المخيم الجديد على طالبي اللجوء أن يخرجوا لشراء احتياجاتهم من متجر قريب، ما يتسبب في توتر مع السكان المحليين القلقين من احتمال انتشار عدوى كوفيد-19.

ومع غياب المياه الجارية في المخيم ينهل المهاجرون الماء من خزانات تملأها شاحنات صهريج، وهم يستحمون ويغسلون ملابسهم على أقرب شاطئ، ويقول إبراهيم، الآتي من بوروندي "ليس لدينا دش للاستحمام، فيما عدد المراحيض غير كافٍ، أريد أن أعود إلى دياري".

فوضى في كل مكان: من جانبها، تقول السلطات المشرفة على المخيم المسمى "كارا تيبه"، إنها أقامت مئات المراحيض الميدانية لخدمة نحو 8500 طالب لجوء يقيمون في المنشأة الجديدة.

إلا أن الذين يعملون في المخيم يتحدثون عن انتشار "الفوضى"، فيما المراحيض قذرة بانتظام، ما يحمل الكثير من المقيمين في المخيم على قضاء حاجتهم في البحر.

يفيد كثيرون أيضاً أن احتمال انتشار فيروس كورونا المستجد خطر دائم، لاسيما في المراحيض الضيقة، حيث من غير الممكن عدم ملامسة المرحاض.

في السياق ذاته، نقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر من بين العاملين في المخيم -لم تذكر اسمه- قوله: "لا يمكننا بناء كل شيء في غضون 20 يوماً، لدينا 400 مرحاض كيميائي ومخزون من الدشات".

بدورهم، كشف عاملون في منظمات إنسانية عن نقص في الفرش، وعن طوابير طويلة للحصول على وجبة الطعام اليومية الوحيدة، واستحالة احترام التباعد الاجتماعي والإجراءات الأخرى المفروضة جراء الجائحة.

عزلة وأسلاك شائكة: وكان الحريق الذي ضرب المخيم السابق قد جاء بعد ساعات على ثبوت إصابة 30 من القاطنين في المخيم بفيروس كورونا المستجد.

وفي مخيم "كارا تيبه" تبيّن أن أكثر من 240 مهاجراً مصابون بالفيروس، ووضع 90 منهم في العزل وراء أسلاك شائكة وشريط أحمر نشرته الشرطة التي تؤمن الحراسة.

في حين تدرس السلطات أيضاً إمكانية السماح لنحو ألف مهاجر كحد أقصى بالخروج يومياً من المخيم حتى المغيب، وعليهم أن يضعوا شارة يسلمونها لدى عودتهم إلى المخيم.

يُذكر أنه في مطلع السنة، أعلنت السلطات اليونانية بناء مخيمات مغلقة وآمنة لعزل آلاف المهاجرين المقيمين في جزر في بحر إيجة، إلا أن سلطات ليسبوس، فضلاً عن أبناء الجزيرة، يرفضون هذا المشروع، مطالبين برحيل المهاجرين عن جزيرتهم.

ففي فبراير/شباط 2020، عندما كان يفترض أن تنطلق أعمال بناء مخيم جديد، سجلت مواجهات بين السكان وشرطة مكافحة الشغب.

علامات:
تحميل المزيد