عشية الذكرى الثانية لمقتل جمال خاشقجي، دعا عدد من المشرّعين الأمريكيين إلى جلب العدالة للصحفي المقتول غدراً، ووجهوا انتقادات حادة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب؛ لعمله الحثيث على حماية حكام السعودية من المساءلة، حسب ما ذكره تقرير موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 1 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
كان اغتيال خاشقجي، الذي وقع في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بالقنصلية السعودية في إسطنبول، قد أثار غضباً واسعاً بين نواب الكونغرس، الذين ألقوا باللوم في عملية الاغتيال على ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
الضغط لمحاسبة قتلة خاشقجي: جاء ذلك خلال فعالية افتراضية عُقدت عبر الإنترنت، واستضافتها منظمة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط" (POMED) التي يقع مقرها بواشنطن، يوم الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول، كما تعهد أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين المشاركون، بالعمل على تسليط مزيدٍ من الضوء على القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، في إطار علاقات أمريكا بالرياض.
إذ أصبح خاشقجي، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب لصحيفة The Washington Post الأمريكية، رمزاً يستدعى دائماً عند الحديث عن القضايا المتعلقة بحرية الصحافة وانتهاكها في السعودية والعالم العربي عموماً.
مع حلول الذكرى الثانية لاغتيال خاشقجي، تعهد المشرعون الذين تحدثوا عبر رسائل فيديو مسجلة مسبقاً، بإحياء ذكرى خاشقجي وتكريمه من خلال الضغط من أجل محاسبة المسؤولين عن مقتله، والعمل على تحسين أوضاع حقوق الإنسان في السعودية.
ترامب منح الحصانة لحكام السعودية: في هذا السياق، جاءت انتقادات السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولن، الحادة للرئيس الأمريكي، إذ قال إن ترامب تبنى حكام السعودية ومنحهم الحصانة بدلاً من انتقادهم بسبب انتهاكاتهم المتكررة لحقوق الإنسان، سواء أكان في مقتل خاشقجي أم كان في الحرب التي تقودها المملكة باليمن وأودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص.
أضاف فان هولن قائلاً إنه "مع أن الولايات المتحدة ليست بريئة الساحة في هذا السياق، فإننا قد عملنا للدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. وأنت لا تتمتع بالمصداقية إذا اقتصرت في تطبيق هذه المعايير على خصومك وأعدائك؛ إذ عليك تطبيقها أيضاً على الدول الأخرى، وإن كانت لديك معها علاقات عمل".
كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تخلت عن هذه المسؤولية. ولذا، على مسؤولي الولايات المتحدة العمل بجد لاستعادتها.
دعوات لإطلاق سراح المعتقلين: على المنوال ذاته، انتقد السيناتور الديمقراطي البارز تيم كين، الرئيسَ الأمريكي بعنفٍ؛ لعلاقاته الوثيقة بالقيادة السعودية، داعياً إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في المملكة.
قال كين: "لم يكتفِ ترامب بغضِّ الطرف عن الأدلة المتوافرة على مسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان عن الاغتيال، بل إنه تقرب أكثر، من هذا النظام الفاسد أخلاقياً، وباعه مزيداً من الأسلحة؛ لاستخدامها في حربه الكارثية باليمن".
فيما ختم كين كلامه بالقول: "دعوني أكن واضحاً في كلامي: سنظل نضغط من أجل محاسبة السعودية على هذه الجرائم البشعة حتى يأتي الوقت ونشهد تحسناً كبيراً في معاملة النظام للصحفيين والمعارضين السياسيين. هذا هو الصواب. وهذه هي الطريقة التي نحيي بها ذكرى خاشقجي عن حق".