نشرت وسائل إعلام تركية بينها وكالة الأناضول، الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، لقطات جديدة للمكان الذي قُتل فيه الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قبل عامين داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول.
تلك المشاهد تُظهر عناصر فرق التحقيق وهم يؤدون مهامهم بمسرح جريمة القتل على يد فريق إعدام مكون من 15 شخصاً، جاؤوا خصوصاً من السعودية لهذا الغرض.
كما توضح اللقطات بعض آثار الدماء التي كشف الأمن التركي عنها بواسطة تحليل اللومينول، بعد قيام فريق مختص، بتنظيف مسرح الجريمة بعد ارتكابها.
المشاهد أظهرت كذلك، ملصقات السجاد التي تم إرسالها بعد الجريمة إلى المغسلة، وأخرى لملابس العمال الذين قاموا بطلاء الجدران، كذلك لقطات للبئر الموجودة بحديقة منزل القنصل السعودي في إسطنبول، فضلاً عن فرن بداخل القنصلية.
خاشقجي قُتل في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي، مع اتهامات تنفيها الرياض، بأن ولي العهد محمد بن سلمان، هو من أصدر أمر اغتياله.
في 7 سبتمبر/أيلول الجاري، تراجعت محكمة سعودية بشكل نهائي عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق مدانين في مقتل خاشقجي، مكتفية بسجن 8 أشخاص بأحكام متفاوتة بين 7 و10 و20 سنة، وغلق مسار القضية.
التعهد بمحاسبة قتلة خاشقجي: عشية الذكرى الثانية لمقتل جمال خاشقجي، دعا عدد من المشرّعين الأمريكيين إلى جلب العدالة للصحفي المقتول غدراً، ووجهوا انتقادات حادة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب؛ لعمله الحثيث على حماية حكام السعودية من المساءلة، حسب ما ذكره تقرير موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 1 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
كان اغتيال خاشقجي قد أثار غضباً واسعاً بين نواب الكونغرس، الذين ألقوا باللوم في عملية الاغتيال على ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
جاء ذلك خلال فعالية افتراضية عُقدت عبر الإنترنت، واستضافتها منظمة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط" (POMED) التي يقع مقرها بواشنطن، يوم الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول، كما تعهد أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين المشاركون، بالعمل على تسليط مزيدٍ من الضوء على القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، في إطار علاقات أمريكا بالرياض.
إذ أصبح خاشقجي، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب لصحيفة The Washington Post الأمريكية، رمزاً يستدعى دائماً عند الحديث عن القضايا المتعلقة بحرية الصحافة وانتهاكها في السعودية والعالم العربي عموماً.
مع حلول الذكرى الثانية لاغتيال خاشقجي، تعهد المشرعون الذين تحدثوا عبر رسائل فيديو مسجلة مسبقاً، بإحياء ذكرى خاشقجي وتكريمه من خلال الضغط من أجل محاسبة المسؤولين عن مقتله، والعمل على تحسين أوضاع حقوق الإنسان في السعودية.
ترامب منح الحصانة لحكام السعودية: في هذا السياق، جاءت انتقادات السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولن، الحادة للرئيس الأمريكي، إذ قال إن ترامب تبنى حكام السعودية ومنحهم الحصانة بدلاً من انتقادهم بسبب انتهاكاتهم المتكررة لحقوق الإنسان، سواء أكان في مقتل خاشقجي أم كان في الحرب التي تقودها المملكة باليمن وأودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص.
أضاف فان هولن قائلاً إنه "مع أن الولايات المتحدة ليست بريئة الساحة في هذا السياق، فإننا قد عملنا للدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. وأنت لا تتمتع بالمصداقية إذا اقتصرت في تطبيق هذه المعايير على خصومك وأعدائك؛ إذ عليك تطبيقها أيضاً على الدول الأخرى، وإن كانت لديك معها علاقات عمل".