وفيات كورونا تصل لمليون شخص حول العالم! توقعات قاتمة لمستقبل الجائحة في ظل استياء من القيود المجتمعية

أودى فيروس كورونا منذ ظهر في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019، بحياة أكثر من مليون شخص، وهي نسبة وفيات تدل على الانتشار الهائل للمرض الذي دمر الاقتصاد العالمي وأجج توترات دبلوماسية وقلب الحياة رأساً على عقب من أحياء الهند الفقيرة وصولاً إلى مدينة نيويورك.

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/28 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/28 الساعة 15:50 بتوقيت غرينتش
نظام مراقبة غريب لصحة الصينيين وسط كورونا - رويترز

أودى فيروس كورونا منذ ظهر في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019، بحياة أكثر من مليون شخص، وهي نسبة وفيات تدل على الانتشار الهائل للمرض الذي دمر الاقتصاد العالمي وأجج توترات دبلوماسية وقلب الحياة رأساً على عقب من أحياء الهند الفقيرة وصولاً إلى مدينة نيويورك.

في حين تبدو التوقعات قاتمة مع ارتفاع عدد الإصابات مجدداً في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ما يعزز المخاوف من احتمال حدوث موجة ثانية، فيما تقابل القيود الصحية التي تفرضها الحكومات، مثل تدابير العزل وإغلاق الحانات والمطاعم أو حظر التجمعات، في العديد من البلدان باستياء متزايد من السكان.

آلاف الوفيات بسبب كورونا: وحتى الساعة 11,00 ت غ الإثنين، أودى المرض بحياة 1,002,036 شخصاً من بين 33,162,930 إصابة وفقاً لإحصاء أعدته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية.

وما زالت الولايات المتحدة الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات مع تسجيلها أكثر من 200 ألف وفاة تليها البرازيل والهند والمكسيك وبريطانيا.

فيما تجاوزت الهند، حيث يتم تسجيل ما بين 80 ألفاً و90 ألف إصابة جديدة يومية، عتبة ستة ملايين إصابة الإثنين. ويضم البلد الذي يعد 1,3 مليار نسمة بعض مدن العالم الأكثر كثافة سكانية ولطالما كان من المتوقع أنه سيسجّل عدداً قياسياً من الإصابات بكوفيد-19.

كما ضرب الفيروس في البداية المدن الأكبر بما فيها بومباي التي تعد مركزاً مالياً، والعاصمة نيودلهي. لكنه تفشى لاحقاً في المناطق الريفية حيث أنظمة الرعاية الصحية متهالكة.

إلى ذلك، بات مليون شخص من سكان مدريد خاضعين لإغلاق جزئي الإثنين، مع تشديد السلطات القيود بهدف إبطاء انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ، وهو قرار تعتبره الحكومة المركزية غير كاف داعية إلى تطبيق القيود في كل أنحاء العاصمة.

إجراءات صحية صارمة: أما في ألمانيا، حض الناطق باسم المستشارة أنجيلا ميركل المواطنين على التزام الإجراءات الصحية الصارمة. وقال شتيفن تسايبرت "ارتفاع أعداد المصابين مصدر قلق كبير لنا. يمكننا أن نرى من بعض أصدقائنا الأوروبيين إلى أين يمكن أن يؤدي ذلك".

هذه وقد دخلت خمسة لقاحات (ثلاثة تطور في الغرب واثنان في الصين) المرحلة الثالثة من الاختبار. وصدرت عن اللقاح الروسي المحتمل "سبوتنيك" نتائج أولية مشجعة. لكن الأبحاث لا تزال غير قادرة في الوقت الحالي على مجاراة سرعة تفشي الفيروس.

يذكر أنه في 11 مارس/آذار 2020، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد أصبح "وباءً" عالمياً، سجلت 30 دولة ومنطقة 4500 وفاة، ثلثاها في الصين ولكن إيطاليا (800 وفاة) وإيران (300 وفاة) شهدتا ارتفاعاً سريعاً في حصيلة الوفيات.

ففي إيطاليا، التي كانت أول دولة بعد الصين تفرض تدابير العزل على سكانها، أثارت شهادات الأطباء المنهكين أمام تدفق المرضى حيث كان يتعين عليهم اختيار من يعالجون "كما في أيام الحرب" صدمة عارمة.

انتشار سريع للفيروس: وتفشى الوباء سريعاً في إسبانيا، التي أصبحت ثاني أكثر البلدان تضرراً في أوروبا. ففي مدريد، تم تحويل حلبة تزلج على الجليد إلى مشرحة.

في المملكة المتحدة، باتت استراتيجية ترك الفيروس بانتظار تشكّل "مناعة القطيع" غير ممكنة ففرضت السلطات تدابير الإغلاق في 23 مارس.آذاروفي بداية شهر مايو/أيار، تجاوزت حصيلة الوفيات في بريطانيا تلك المسجلة في إيطاليا مع إعلانها أكثر من 30 ألف وفاة.

وتوالى تأجيل أو إلغاء الأحداث الرياضية والثقافية الكبرى، مثل دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو ومهرجان كان السينمائي وبطولة أمم أوروبا 2020 وبطولة كوبا أميركا لكرة القدم وبطولة الدول الست للرغبي.

كما شل الوباء حركة الطيران في العالم بأسره تقريباً. وقدرت منظمة الطيران المدني الدولي أن يسجّل القطاع عجزاً بنحو 419 مليار دولار عام 2020. وما لبثت أن تأثرت اقتصادات العالم الرئيسية، حيث سُجل انكماش غير مسبوق في الربع الثاني. ففي الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، بلغت نسبة التراجع 9,5%، وفقاً لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وتم إلغاء أكثر من 20 مليون وظيفة هناك في أبريل/نيسان.

ركود اقتصادي: أما الصين، ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، فتمكنت من تفادي الركود من خلال الحد من انتشار الوباء.

وطال الوباء رؤساء دول وحكومات، مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي نُقل إلى العناية المركزة من 6 إلى 9 أبريل/نيسان. كما أودى بحياة شخصيات بارزة مثل الموسيقي الأمريكي إليس مارساليس أو أسطورة الجاز الكاميروني الشهير مانو ديبانغو.

كما قضى على عائلات بأكملها. ويقول البيروفي خوان دياز "إنه كابوس". وفقد هذا المدرّس (58 عاماً) في أسابيع قليلة والده سيسيليو (80 عاماً) ووالدته إديث (77 عاماً) وشقيقيه إرنستو (54 عاماً) وويلي (42 عاماً) وشقيقته ماريبل (53 عاماً).

علامات:
تحميل المزيد