قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعيين القاضية إيمي كوني باريت، في عضوية المحكمة العليا، لتحل مكان روث بادر غينسبرغ، وذلك وفق ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مصادر جمهورية مطلعة، السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، وهو الاختيار الذي سيثير جدلاً واسعاً خاصة من جانب الجمهوريين، قبل أقل من 40 يوماً على الانتخابات الرئاسية.
وفق تقرير لوكالة "أ.ف.ب" الفرنسية، السبت، فإن ترامب قال خلال تجمع انتخابي في نيوبورت نيوز في ولاية فيرجينيا مساء الجمعة "سنختار شخصاً رائعاً!" من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل حول خياره، كما أضاف أمام جمهور متحمس، "السبت سيكون يوماً عظيماً!" ما أثار تصفيقاً حاراً من الحضور.
المصدر نفسه، أكد أن ترامب سيعلن رسمياً عن أخباره على الساعة التاسعة بتوقيت "غرينيتش"، من البيت الأبيض وهو يعتزم انتقاء القاضية إيمي كونيني باريت المعروفة بقناعاتها الدينية التقليدية.
خيار مثير للجدل: ستحل باريت مكان القاضية التقدمية غيسنبرغ رمز الدفاع عن حقوق المرأة التي توفيت الأسبوع الماضي جراء إصابتها بمرض السرطان.
إذ باشر ترامب سريعاً إجراءات شغل المنصب الشاغر لكي يرسخ المحكمة العليا لمدة طويلة في نهج محافظ إذ إن القضاة فيها يعينون مدى الحياة.
فيما يعارض الديمقراطيون ذلك مشددين على ضرورة انتظار الانتخابات الرئاسية تجنباً لهيمنة المحافظين على هذه المؤسسة التي تبت في مسائل رئيسية تهم المجتمع مثل الإجهاض وحق حيازة أسلحة.
في حال ثبت خيار ترامب في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية، سيقتصر وجود الليبراليين في هذه المؤسسة على ثلاثة قضاة من أصل تسعة.
رداً على سؤال في وقت سابق الجمعة إن كانت كوني باريت مرشحته أكد ترامب "لم أقل هذا لكنها رائعة". لكنه أضاف أن قراره متخذ "في ذهنه".
معارضة ديمقراطية: قد يؤمن خيار كوني باريت الكاثوليكية المتدينة البالغة 48 عاماً والأم لسبعة أطفال والمعارضة للإجهاض أصوات ناخبين محافظين متدينين استند إليهم ترامب كثيراً لانتخابه قبل أربع سنوات.
إلا أن المصادر الجمهورية التي أوردتها وسائل الإعلام الأمريكية لا تستبعد إمكانية أن "يعدل الرئيس في اللحظة الأخيرة عن قراره".
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" أوضحت "لم يجر بحسب المعلومات المتوافرة محادثات مع أي مرشحات أخريات".
في السياق نفسه، علّقت مجموعة "أكاونتبل يو إس" ذات الميول اليسارية على الخيار المعلن بقول رئيسها كايل هيريغ "لقد أثبتت باريت مراراً أن حماية الشركات، وليس الأشخاص، هي أولى أولوياتها".
أما المرشحة الثانية فهي باربرا لاغوا المولودة قبل 52 عاماً في فلوريدا في عائلة فرت من نظام فيدل كاسترو الشيوعي في كوبا. وهي كانت لتشكل ورقة انتخابية رابحة لدونالد ترامب في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد والتي قد يساهم ناخبوها في حسم نتيجة الانتخابات.
ترامب معجب بها: إذ كان الرئيس الأمريكي قد قال عنها إنها "امرأة رائعة ومن أصول أمريكية لاتينية" لكنه أشار مساء الجمعة 25 سبتمبر/أيلول إلى أنه لم يلتقها شخصياً.
رغم المعارضة الديمقراطية القوية، يعتزم مجلس الشيوخ التصويت على هذا التعيين قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
لكن في أحد التجمعات الانتخابية الجمعة في فلوريدا حيث يعتبر تصويت الأمريكيين من أصل لاتيني مهماً جداً، قال ترامب إن منافسه الديمقراطي جو بايدن كان "سيئاً جداً بالنسبة إليهم".
وأضاف "أنا جدار بين الحلم الأمريكي والفوضى".
في وقت لاحق في جورجيا، أصر على أنه كرئيس، تجاوز وعوده للأمريكيين من أصل إفريقي.
وقال "لقد فعلت من أجل مجتمع السود في 47 شهراً.. أكثر مما فعله جو بايدن في 47 عاماً" في إشارة إلى القوانين الصارمة المرتبطة بالجرائم التي أقرت في التسعينيات والتي يقول العديد من الخبراء إنها أدت إلى ارتفاع معدلات سجن الأمريكيين السود.
القاضية غينسبرغ: وفي مؤشر إلى التوتر السياسي الحاصل، ارتفعت صيحات الاستهجان عندما أتى ترامب ليلقي النظرة الأخيرة على جثمان روث بادر غينسبرغ المسجى عند مدخل المحكمة العليا.
بعد أسبوع على وفاتها أقيمت مراسم وداع رسمية للقاضية التي رحلت عن 87 عاماً في مبنى الكابيتول بحضور المرشح الديمقراطي جو بادين ومرشحته لمنصب نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وغرد بايدن الذي كان نائباً للرئيس في عهد باراك أوباما "القاضية غينسبرغ طبعت التاريخ اليوم للمرة الأخيرة".
فهي أول امرأة تحصل على شرف هذه المراسم الرسمية في الكابيتول.
وستوارى غينسبرغ الثرى الأسبوع المقبل في مراسم عائلية في مقبرة أرلينغتون قرب واشنطن.
وغادر نعشها الملفوف بالعلم الأمريكي مبنى الكابيتول وسط ثلة شرف مؤلفة بغالبيتها من نساء جمهوريات وديمقراطيات.