ردّت تركيا، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020، على تصريحات لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، واعتُبرت مسيئة لأنقرة، ووصف المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، بيلوسي بأنها سياسية تكنّ العداء لتركيا وتتبنى أحكاماً مسبقة عنها.
تصريح أغضب أنقرة: والخميس 24 سبتمبر/أيلول 2020، أجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي، عن سؤال "هل تتعهدون بحدوث انتقال سلمي للسلطة عقب الانتخابات الأمريكية؟" قائلاً: "سنرى ماذا سيحدث".
رداً على تصريح ترامب، قالت بيلوسي: "نعلم بمن يُعجب ترامب، إنه معجب ببوتين، وكيم جونغ أون، وأردوغان، إلا أنني أذكر السيد الرئيس أنك لست في كوريا الشمالية، ولا في روسيا أو تركيا أو السعودية، نحن في الولايات المتحدة التي تُدار بالديمقراطية"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
أثار هذا التصريح غضباً تركياً، وقال قالن إن بيلوسي بعيدة كل البعد عن قراءة تاريخ تركيا وواقعها الحالي، معتبراً أن بيلوسي "تتبنى أحكاماً مسبقة، كما تبنت موقفاً مماثلاً بخصوص مزاعم الأرمن".
قالن أشار في رده أيضاً إلى أن السياسيين الأمريكيين والأوروبيين "لا يتخلون عن عادة إدخال تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان في سياساتهم الداخلية"، لافتاً إلى أنه يمكن قراءة ذلك على أنه انعكاس للتأثير العالمي للجمهورية التركية ورئيسها.
تساءل قالن عن نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في تركيا والولايات المتحدة، قائلاً إن "هناك أحزاباً سياسية عديدة من حيث التمثيل الديمقراطي في تركيا، ما هو عددها في الولايات المتحدة؟"، لافتاً إلى أن التمثيل الديمقراطي بتركيا موجود منذ بدء حياة تعددية الأحزاب في السياسة التركية، وأنه لا يقبل المقارنة.
أضاف قالن موجهاً كلامه إلى بيلوسي: "ننصحهم بالقراءة الصحيحة للتاريخ ولديناميكية تركيا الجديدة، وعليهم أن يفهموا أن تركيا لم تعد كما كانت قبل 15ـ 16 عاماً".
البرلمان يدين: في السياق نفسه، أدان رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، الجمعة، تصريحات بيلوسي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
شنطوب، في سلسلة تغريدات على تويتر قال "أدين وأشعر بالأسف جراء إطلاق بيلوسي أوصافاً جاهلة وغير محترمة بحق تركيا، في إطار مساعيها لاستخدام تركيا أداة في الحسابات السياسية المحلية بالولايات المتحدة".
رئيس البرلمان أشار إلى أن تركيا تعد من أقدم الديمقراطيات في العالم، من خلال تقاليدها البرلمانية والدستورية الممتدة 144 عاماً، وقال أيضاً إن تركيا دولة خاضت نضالها الوطني ضد الاحتلال قبل 100 عام، تحت قيادة البرلمان القائم على الإرادة الشعبية.
أضاف شنطوب أنه "إن كانت بيلوسي صادقة بخصوص حساسياتها الديمقراطية، فعليها أن تدفع أمام المجتمع الدولي ثمن السياسات الأمريكية التي تفضل الديكتاتوريين والجنرالات الانقلابيين على الرؤساء الشرعيين، وتدعم الانقلابات في مختلف الدول، بما في ذلك تركيا".
يُشار إلى أن التصريحات الهجومية بين الديمقراطيين والجمهورين تزداد حدة مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حيث سيتنافس الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
