قالت صحيفة New York Times، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020، إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية قتلت دون ضجة كبيرة، زعيماً بارزاً بتنظيم القاعدة شمال غربي سوريا، خلال غارة غير اعتيادية بطائرة من دون طيار، قبل أسبوعين تقريباً.
الصحيفة أضافت أن القوات الخاصة استخدمت في الغارة سلاحاً سرياً، يطلق عليه صاروخ Ninja Hellfire الذي استُبدل رأسه الحربي المتفجر بشفرات طويلة؛ لسحق ضحيته أو تقطيعها مع تقليل المخاطر على أي مدنيين محيطين. وهذه هي المرة الثانية خلال 3 أشهر، التي تقتل فيها القوات الخاصة الأمريكية قيادياً بارزاً في القاعدة بشمال غربي سوريا، بهذه الصواريخ المصممة خصوصاً لمثل هذه المهام.
هذه الضربة أظهرت تعقيدات تنفيذ العمليات ضد الجماعات المتشددة في هذا الجزء من العالم، حيث تلاحق الولايات المتحدة وروسيا أهدافهما الخاصة بحذر، بل قد يدخلان في صراع ببعض الأحيان.
تسببت حوادث التحرش الأخيرة التي تعرضت لها دورية برية أمريكية من قِبل مدرعة روسية في تصعيد التوترات بين القوتين المتنافستين شمال شرقي سوريا. ودفع الاشتباك البنتاغون، الأسبوع الماضي، إلى إرسال مركبات Bradley القتالية والمزيد من دوريات الطائرات المقاتلة؛ لتعزيز القوات الأمريكية التي يزيد عددها على 500؛ للمساعدة في القضاء على فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) هناك، حسبما قالت الصحيفة.
لكن في الزاوية المقابلة من البلاد، حيث لا توجد للولايات المتحدة قوات على الأرض، تشن قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش، بمساعدة وكالة المخابرات المركزية، حرب ظلٍّ ضد ما قالت إنه تهديد إرهابي مختلف -وهو فرع صغير ولكنه خبيث من تنظيم القاعدة- والذي يقول المسؤولون الأمريكيون إنه يخطط لشن هجمات ضد الغرب.
لم يتحدث البنتاغون كثيراً عن الضربة الأخيرة التي نُفذت بطائرة Reaper من دون طيار في شمال غربي سوريا. فقد أكدت المتحدثة باسم القيادة المركزية الأمريكية، الميجور بيث ريوردان، وقوع هجوم عسكري في 14 سبتمبر/أيلول 2020 ضد فرع القاعدة بسوريا، لكنها لم تذكر تفاصيل.
استهداف قيادي بالقاغدة: مسؤولون أمريكيون آخرون في الجيش ومكافحة الإرهاب، وكذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان، قالوا إن الضربة الصاروخية قتلت سياف التونسي، وهو تونسي الجنسية وكان مخططاً بارزاً لهجمات القاعدة ضد الغرب، وضمن ذلك الولايات المتحدة. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون، إن مقتل التونسي سيعرقل عمليات فرع القاعدة في سوريا المسمى حراس الدين.
يضيف تقرير الصحيفة أن قادة القاعدة في سوريا سعوا إلى العمل بمناطق حضرية؛ لاعتقادهم أن القوات الأمريكية ستكون حذرة في تنفيذ ضربات صاروخية قد تضر بالمدنيين.
لكن صاروخ Hellfire المعدل يحمل رأساً حربياً خاملاً. وبدلاً من الانفجار، يقذف الرأس نحو 100 رطل من المعدن على الجزء العلوي من مركبة الهدف. وإذا لم تقتل القذيفة عالية السرعة الهدف، فإن الميزة الأخرى للصاروخ ستفعل ذلك: ست شفرات طويلة مدسوسة بالداخل، تنتشر قبل ثوانٍ من الاصطدام، لتقطع أي شيء في مسارها.
علاقة أوباما بهذه الأسلحة: طُوِّر Hellfire البديل، المعروف باسم R9X، في البداية منذ ما يقرب من عقد من الزمان بضغط من الرئيس باراك أوباما؛ لتقليل الخسائر بصفوف المدنيين والممتلكات في حروب الولايات المتحدة طويلة الأمد على الجماعات المتشددة في البقاع الساخنة البعيدة مثل أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا والصومال واليمن.
مسؤولون أمريكيون قالوا إن السلاح استُخدم ربما 6 مرات في السنوات الأخيرة، وهذا يحدث عادة عند تحديد موقع زعيم إرهابي كبير، لكن الأسلحة الأخرى قد تقتل المدنيين القريبين.
غالباً ما تُستخدم صواريخ Hellfire التقليدية، برأس حربي متفجر يبلغ نحو 20 رطلاً، ضد مجموعات من الأفراد أو ما يسمى هدفاً عالي القيمة والذي يجتمع مع مسلحين آخرين. ولكن عندما تطارد قوات العمليات الخاصة قائداً منفرداً، فإن R9X، التي يطلق عليها الكوماندوز Ninja، هي الآن السلاح المفضل.
جماعة حراس الدين جماعة يصنفها البنتاغون بأنها خطرة للغاية. وبدأت أمريكا، مؤخراً، خطوة غير معتادة باستخدام خط ساخن مع القادة الروس في سوريا؛ للسماح لقوات العمليات الخاصة، بشن غارات جوية غير مختلفة عليا ضد قادة القاعدة. وكانت ضربات سابقة قد استهدفت أيضاً معسكرات تدريب.
تعد هذه هجمات نادرة غرب الخط الفاصل غير الرسمي بين القوات الأمريكية شرقي نهر الفرات، والقوات الروسية وقوات النظام السوري غربي النهر.