رفع زكريا كيو، العامل في فندق لاينستون هاوس Lainston House الفاخر، وهو فندق ريفي من فئة الخمس نجوم، دعوى قضائية ضد إدارة الفندق بتهمة التحرش الديني، بعد أن فاز بزجاجة كونياك في سحب يانصيب، لكن الرؤساء أعطوه شوكولاتة "رخيصة" بدلاً من ذلك، لتحكم المحكمة لصالحه بعد جلسات طويلة ومتعددة.
وفق تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية، الخميس 24 سبتمبر/أيلول 2020، فإنه وحسب محكمة العمل، أخبر مديرو الفندق -الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر- زكريا كيو بأن "إعطاء الكحول لشخص مسلم يشبه منح المكسرات لشخص مصاب بحساسية من المكسرات"، ليردَّ زكريا، الذي لا يشرب الخمر، بأن "الدين ليس مرضاً".
كما اتهم موظفي الفندق بـ"السرقة"؛ لمحاولتهم خداعه بـ"الشوكولاتة الرخيصة" بدلاً من البراندي الفرنسي.
القصة: كان الرجل (37 عاماً)، الذي تدرب بالأصل على مهنة الطب البيطري في الجزائر قبل الانتقال إلى المملكة المتحدة، يعمل حمّالاً في فندق لاينستون هاوس Lainston House الفاخر الذي تبلغ تكلفة الإقامة به 400 جنيه إسترليني (508 دولارات) في الليلة الواحدة، والواقع بالقرب من مدينة وينشستر بمقاطعة هامبشير.
ففي حفل للموظفين في يناير/كانون الثاني 2017، أُجري سحب اليانصيب بالفندق. وعلى الرغم من أن زكريا لم يكن حاضراً آنذاك، فإن تذكرته التي اشتراها سُحبت وفاز على أثر ذلك بزجاجة الكونياك.
وأدرك اثنان من الموظفين، الذين كانوا يوزعون الجوائز، أن زكريا لا يشرب الكحول، فاقترحا "في سخونة اللحظة" أن تُقدم له الشوكولاتة بدلاً من ذلك.
قبلت باتريشيا لي، مديرة خدمة تنظيف الغرف، المقايضة نيابةً عنه على الرغم من علمها أن زكريا قد حصل في الماضي على زجاجة شامبانيا التايتنغر كهدية.
لماذا غضب زكريا؟ لقد صرح الشخص نفسه للمحكمة: "كإنسان، كان ينبغي سؤالي عن رأيي. إنهم يعلمون أنني لا أعاني من مشاكل في الحصول على الكحول".
عندما اعترض على قبول باتريشيا لـ"علبة الشوكولاتة الرخيصة" التي حصل عليها بدلاً من الخمر باهظة الثمن، كانت على ما يبدو، "غير مبالية".
واستمعت محكمة العمل، التي عُقدت في ساوثهامبتون بمقاطعة هامبشير، إلى زكريا الذي اتهم باتريشيا بـ"السرقة"؛ لمقايضتها الكونياك.
بعدها عُقِد اجتماع للتظلم وادعى غايوس وينكول، مدير الفندق، أن الهدية "صُنعت خصوصاً" لزكريا، وقال إنها "لفتة مدروسة" ولا علاقة لها بالدين.
مع ذلك، رُفض تظلُّمه وقيل له إن التبادل "لا علاقة له بالمعتقدات الدينية".
لم يستسلم: زكريا استأنف الدعوى، فقط لتُرفض مجدداً، برغم أنه كان قد عُرض عليه زجاجة كونياك بديلة وقيل له: "لم تكن هناك نية للإساءة".
بعد فترة وجيزة، اضطر زكريا إلى العودة للمنزل؛ لرعاية والدته المريضة، وبسبب مشاكل صحية أخرى، انتهى به الأمر إلى أخذ إجازة طويلة من العمل.
بعد ذلك، استقال زكريا من الفندق في أبريل/نيسان 2019، برغم المعونة التي قدمها له الفندق، إذ قدَّم له دعماً كبيراً.
ورفع زكريا عدداً من الدعاوى ضد الفندق بعد استقالته، وضمنها دعوى إيذاء، وعدم إجراء تعديلات معقولة فيما يتعلق بالإعاقة والفصل التعسفي المثمر، ولكنها رُفضت جميعاً.
مع ذلك، منحته المحكمة 2294 جنيهاً إسترلينياً (2916 دولاراً) تعويضاً عن إيذاء مشاعره في حادثة الكونياك، وفاز زكريا بدعواه المتعلقة بالتحرش بالدين أو المعتقد.
أصدر القاضي المختص بقضايا العمل بياناً يقول فيه: "إن حساسية المكسرات مرض خطير، ويهدد الحياة. من ثم، ليس ذلك أساساً مقبولاً للمقارنة. إذ يقلل من أهمية معتقدات زكريا وممارساته".