قال موقع The Verge الأمريكي، إن شركة Zoom ألغت حلقة نقاشية كان من المقرر عقدها عبر الإنترنت بجامعة سان فرانسيسكو الحكومية الأمريكية، الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول، بمشاركة ليلى خالد، عضوة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي شاركت في عمليتي اختطاف طائرات في عامي 1969 و1970. وتشير تقارير إلى أن كلاً من موقع "يوتيوب" و"فيسبوك" كان لهما دور بقرار إلغاء الحلقة النقاشية أيضاً.
قرار الإلغاء جاء بعد ضغوط من جماعات ضغط إسرائيلية ويهودية، على رأسها منظمة The Lawfare Project اليهودية، التي استندت في ادعاءاتها إلى أن حكومة الولايات المتحدة قد صنّفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمةً إرهابية، وزعموا أن Zoom باستضافتها للحلقة النقاشية، التي من المقرر أن تلقي ليلى خالد كلمةً فيها، تعرّض نفسها للمساءلة الجنائية بدعوى "تقديم دعم مادي أو موارد" لمجموعة إرهابية.
ليلى خالد قامت في 1969 بخطف طائرة تابعة لشركة TWA الأمريكية وتحويل مسارها إلى سوريا، بهدف إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين. وبعد فترة قامت بمحاولة خطف طائرة شركة العال الإسرائيلية التي هبطت في لندن. لم تنجح خالد في محاولتها وألقي القبض عليها وأفرج عنها بعد ذلك وتعيش الآن في الأردن مع زوجها وولديها.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت في قصة صحفية نشرتها عن ليلى خالد في عام 2001، إنها باتت "أيقونة دولية في الكفاح المسلح"، بعد مشاركتها في عمليتي اختطاف لطائرتين. وأضاف تقرير الصحيفة أن "ليلى تأتي من زمن مختلف تماماً. عصرٌ كانت فيه عمليات خطف الطائرات أداةً سياسية منتهجة بذلك الوقت، وزمنٌ كان فيه الالتزام والمخاطرة الشديدة والتضحية موضع إعجاب، وتبجيل رومانتيكي بكثير من الأحيان".
شركة Zoom قالت إنها ملتزمة بدعم التبادل المفتوح للأفكار وإجراء النقاشات، لكن حديث ليلى في الندوة من المحتمل أن يخالف شروط الخدمة.
وفي ضوء ما ورد عن انتماء المتحدثة أو عضويتها في منظمة أجنبية "مصنَّفة إرهابية في الولايات المتحدة" حسب Zoom، ولعدم قدرة الجامعة على تأكيد ما هو خلاف ذلك، توصلت الشركة إلى قرار بأن الاجتماع ينتهك شروط الخدمة الخاصة بشركة Zoom، وأنها أخبرت جامعة سان فرانسيسكو الحكومية بأنه لا يجوز لهم استخدام تطبيق Zoom في هذه الفعالية على وجه التحديد.
من جانبها، قالت لين ماهوني، رئيسة جامعة سان فرانسيسكو، في رسالة مفتوحة، إن الجامعة لا تتفق مع قرار Zoom، لكنها تقرُّ بحقها كشركة خاصة في تطبيق سياساتها. وكتبت ماهوني في رسالتها: "لقد عملنا بجدٍّ لمنع حدوث هذه النتيجة، كما خضنا مبادلات نشطة مع شركة Zoom بشأن الموضوع. واستناداً إلى المعلومات التي تمكنّا من جمعها حتى وقتنا الحالي، فإن الجامعة لا تعتقد أن موضوع الندوة العلمية التي كان من المقرر عقدها، تنتهك شروط الخدمة الخاصة بشركة Zoom أو القوانين ذات الصلة".
ماهوني كانت ذكرت سابقاً أنها تدعم حق أعضاء الجامعة في دعوة متحدثين مثيرين للجدل لإلقاء محاضرات. وكتبت ماهوني في رسالة نشرتها بوقت سابق من هذا الشهر، أن التعليم العالي وتجربة الكلية فرصة لسماع الأفكار المتباينة وتبادل وجهات النظر ورواية التجارب الحياتية، وأضافت أن دعوة شخصية عامة للتحدث إلى طلاب فصل دراسي لا ينبغي تفسيرها على أنها تأييد لوجهة نظر هذه الشخصية.
قرار الإلغاء لم يقتصر على Zoom، فقد حذف "فيسبوك" أيضاً صفحة الفعالية على موقعه. وقال متحدث باسم "فيسبوك" لصحيفة J. The Jewish News of Northern California، إن "الشركة قد أزالت هذا المحتوى؛ لانتهاكه سياستنا التي تحظر أي إشادة أو دعم أو تمثيل للمؤسسات والأفراد الخطرين، وهو أمر ينطبق على الصفحات والمحتوى والفعاليات المنظمة عبر الموقع".
وذكرت صحيفة Jweekly أن الفعالية بدأت بثاً مباشراً على موقع يوتيوب ليلة الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول، لكنه حُذف بعد نحو 23 دقيقة من شروع ليلى خالد في مناقشة حق الشعوب المحتلة في محاربة محتليها بأي وسيلة ممكنة، ومنها استخدام الأسلحة. ويقول رابط الندوة على الإنترنت، إن المحتوى تمت إزالته؛ لانتهاكه شروط الخدمة الخاصة بموقع يوتيوب.
حلقة النقاش التي كان من المقرر أن تتحدث فيها ليلى خالد، كانت تحت عنوان "سرديات من؟ الجندر والعدالة والمقاومة"، وتضم قائمة المشاركين في الحلقة سيكو أودينغا، وهو ناشط أمريكي كان مسجوناً حتى عام 2014 بتهم تتعلق بعضويته في منظمة "جيش التحرير الأسود" Black Liberation Army، ولورا وايتهورن، وهي ناشطة أمريكية حُكم عليها بالسجن 14 عاماً؛ لمشاركتها في عملية تفجير مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1983؛ احتجاجاً على السياسات الإمبريالية الأمريكية.