عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مباحثات في القاهرة، الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول 2020، مع رئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا عقيلة صالح، والجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
يأتي استقبال الرئيس المصري لعقيلة صالح وحفتر في ظل التحركات التي تقوم بها الأطراف الليبية، خاصة بعد لقائها الأخير في مدينة بوزنيقة المغربية، من أجل إيجاد حل للأزمة التي تعيشها البلاد، والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد وقّع في ألمانيا.
اجتماع السيسي وصالح وحفتر: وفق بيان للرئاسة المصرية، فقد استقبل السيسي صباح اليوم (الأربعاء) كلاً من عقيلة صالح، والجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة بمصر.
كما أفاد البيان أنه تم إطلاع الرئيس المصري خلال اللقاء على التطورات في ليبيا، وجهود كافة الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار، ودفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة.
فيما أشارت وسائل إعلام مصرية إلى أن صالح وحفتر وصلا إلى العاصمة القاهرة، مساء الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول، في زيارة غير معلنة أو محددة المدة.
في وقت سابق، الثلاثاء، قال الرئيس المصري إن هدف بلاده هو إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
كما أكد على ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الليبية، والسعي نحو تثبيت الموقف الحالي، وتقويض التدخلات الخارجية ومحاربة العنف و"الجماعات المتطرفة والإرهابية"، وذلك بهدف استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، وألا تتحول ليبيا إلى قاعدة ارتكاز للإرهاب تهدد الأمن الإقليمي وأمن القارة الإفريقية.
محاولة إنقاذ "إعلان القاهرة": في يونيو/حزيران الماضي، اجتمع السيسي مع حفتر وصالح، وأعلن حينها ما عُرف بـ"إعلان القاهرة" لحل الأزمة الليبية.
إذ يحاول النظام المصري، الداعم لحفتر، إنقاذ "إعلان القاهرة"، الذي يتبناه صالح، من خلال الانفتاح على قيادات المنطقة الغربية، خاصة من مدينة مصراتة التي تمتلك أكبر قوة عسكرية داعمة للحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس.
بينما تلقّى حفتر هزائم متتالية على يد قوات الحكومة الشرعية، بعد عدوانه على طرابلس ومدن الغرب الليبي، في 4 أبريل/نيسان 2019، ما أنهى مغامرته في يونيو/حزيران الماضي، بالانسحاب من كامل الحدود الإدارية للعاصمة.
كما اضطر الجنرال الانقلابي تحت ضغط الهزائم إلى إعلان وقف لإطلاق النار في البلاد، في 21 أغسطس/آب الماضي، لكن ميليشياته تنتهك هذه الهدنة بين الفينة والأخرى.
الوفاق ملتزمة بوقف إطلاق النار: من جهتها، أكدت الحكومة الليبية والمجلس الأعلى للدولة، الأربعاء، التزامهما بوقف إطلاق النار ومخرجات مؤتمر برلين لحل الأزمة في البلاد. جاء ذلك خلال اجتماع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وفق بيان المجلس الرئاسي الليبي.
أفاد البيان بالتأكيد على الالتزام بمخرجات مؤتمر برلين، والتي حددت ثلاثة مسارات لحل الأزمة الليبية (أمنية واقتصادية وسياسية، تقود لانتخابات تشريعية ورئاسية).
كما أكد الجانبان الالتزام بوقف إطلاق النار وجميع العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية، وأن تكون منطقتا سرت (شمال)، والجفرة (وسط) منزوعتي السلاح.
فيما شددا على ضرورة استئناف إنتاج وتصدير النفط، تحت إشراف المؤسسة الوطنية للنفط واستكمال الخطوة الإيجابية، لبناء الثقة بمراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي في كل من طرابلس والبيضاء.