قال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة ستفرض الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، عقوبات على أكثر من 24 شخصاً وكياناً شاركوا في البرامج النووية والصاروخية والأسلحة التقليدية الإيرانية، مما يعزز عقوبات الأمم المتحدة على طهران والتي تقول واشنطن إنها استأنفتها رغم اعتراض الحلفاء والخصوم.
المسؤول تحدث شريطة عدم نشر اسمه بأن إيران قد تملك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووي بحلول نهاية العام وأنها استأنفت التعاون في مجال الصواريخ طويلة المدى مع كوريا الشمالية التي تملك أسلحة نووية. ولم يقدم المسؤول أدلة تفصيلية فيما يتعلق بأي من هذين التأكيدين.
تتفق العقوبات الجديدة مع محاولة الرئيس دونالد ترامب للحد من النفوذ الإقليمي لإيران كما أنها تأتي بعد أسبوع من الاتفاقين اللذين توسطت فيهما الولايات المتحدة لتطبيع علاقات دولة الإمارات والبحرين مع إسرائيل وهما اتفاقان قد يؤديان إلى تجميع ائتلاف أوسع ضد إيران في الوقت الذي يجذبان فيه الناخبين الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل قبل انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
الضرر سيطال شركات دولية: تخطر العقوبات الجديدة الحلفاء الأوروبيين والصين وروسيا أنه على الرغم من توجههم نحو تجاهل الحملة الأمريكية لإبقاء عقوبات الأمم المتحدة على إيران فإن الشركات الموجودة في دولهم ستشعر بأضرار خرق العقوبات.
المسؤول قال إن جزءاً رئيسياً من الحملة الأمريكية الجديدة يتمثل في أمر تنفيذي يستهدف الكيانات التي تبيع أو تشتري الأسلحة التقليدية الإيرانية وستكشف عنها أيضاً إدارة ترامب غداً الإثنين.
تشتبه إدارة ترامب بأن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. وتمثل الخطوات العقابية التي ستتخذ الإثنين الأحدث في سلسلة من العقوبات التي تسعى إلى وقف البرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تهديداً لوجودها.
يعتقد المسؤول أن إيران تريد امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية ووسائل إطلاقها رغم اتفاق عام 2015 الذي استهدف منع ذلك من خلال الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل دخول السوق العالمية.
تخلى ترامب عن هذا الاتفاق بمايو/أيار عام 2018، ليعيد فرض العقوبات الأمريكية التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
إيران خرقت الاتفاق: من جهتها، انتهكت إيران تدريجياً القيود الأساسية التي فرضها ذلك الاتفاق، حسبما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك حجم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، فضلاً عن مستوى النقاء الذي سمح لها بتخصيب اليورانيوم عنده.
الوكالة قالت إن إيران لم تبدأ انتهاك حدود اتفاق 2015 بشكل رئيسي إلا بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، وأضافت أنها لا تزال تعمل على تخصيب اليورانيوم حتى مستوى نقاء يبلغ 4.5% فقط، أي أقل بكثير من مستوى 20% الذي كانت حققته قبل إبرام ذلك الاتفاق، ناهيك عن مستوى 90% من النقاء الذي يعتبر مطلوباً للدرجة الأولى في تصنيع الأسلحة ومناسباً لصنع قنبلة ذرية.
عند طلب التعليق منه على العقوبات الأمريكية الجديدة الوشيكة وتصريحات المسؤول الأمريكي، رفض متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة هذه التصريحات واصفاً إياها بأنها دعاية، وقال إنها ستعزل الولايات المتحدة أكثر.
علي رضا ميروسيفي قال لرويترز في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن العالم بأسره يفهم أن هذه ما هي إلا جزء من الحملة الانتخابية الأمريكية المقبلة وإنهم يتجاهلون مزاعم الولايات المتحدة المنافية للعقل في الأمم المتحدة اليوم، ولن يؤدي ذلك إلا إلى مزيد من العزلة للولايات المتحدة في مجال الشؤون الدولية.