طوّر علماء جامعة "أكسفورد" البريطانية مُركباً جديداً لعقار أجسام مضادة سيتم منحه لمرضى فيروس كورونا، وذلك بعد تجارب عديدة قامت بها الجامعة، برهنت أنَّ استخدام مركبات الستيرويد ينقذ أرواح بعض مرضى "كوفيد-19″، غير أنها ستكون مكلفة للغاية.
وفق تقرير لصحيفة theguardian البريطانية، الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020، فإنه سيُمنَح مرضى عشوائيون من المجموعة التي انضمت للتجربة في أغلب مستشفيات الرعاية المشددة التابعة لخدمات الصحة الوطنية البريطانية، عقاراً تجريبياً طوّرته شركة Regeneron، ويُسمَّى REGN-COV2 "ريغن كوف-2". ويتكون العقار من مزيج من اثنين من الأجسام المضادة البشرية المُقاوِمَة ضد الفيروس.
مع العلم أن هذه الشركة كانت قد طوَّرت عقاراً مشابهاً في السابق ضد فيروس الإيبولا.
المرحلة الأخيرة: على عكس ديكساميثازون، الذي أثبتت تجربة "التعافي" Recovery، أنه ينقذ حياة واحد من كل 8 مرضى في حالة خطرة، طُوِّر هذا العقار الجديد خصيصاً لفيروس كورونا المستجد.
إذ نجحت اختبارات العقار على الحيوانات، ومرّت بالمرحلة الأولى من تجارب السلامة، وهو الآن في المرحلة الأخيرة من التجارب في الولايات المتحدة.
بيتر هوربي، أستاذ الصحة العالمية والأمراض المعدية الناشئة في جامعة أكسفورد، وكبير الباحثين في التجربة: "وجدنا بالفعل أنَّ علاجاً واحداً، وهو الديكساميثازون، يفيد مرضى "كوفيد-19″، لكن معدل الوفيات يظل مرتفعاً للغاية؛ لذا يجب علينا الاستمرار في البحث عن علاجات أخرى.
كما يضيف: "صُمِّمَت تجربة Recovery خصيصاً، بحيث يمكن اختبار أية أدوية تجريبية واعدة، مثل "ريغن كوف-2″، بمجرد توافرها. ونتطلع إلى معرفة ما إذا كان "ريغن كوف-2″ آمناً وفعالاً في سياق تجربة سريرية عشوائية واسعة النطاق، فهذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كان ناجحاً في علاج كوفيد-19".
تجربة Recovery: من جانبه، قال مارتن لاندراي، نائب كبير الباحثين في التجربة، وأستاذ الطب وعلم الأوبئة: "حتى الآن، كنا في الغالب ندرس ما إذا كان يمكن إعادة توجيه العقاقير الموجودة لمعالجة هذا المرض الجديد، لكن لدينا الآن الفرصة لإجراء تقييم صارم حول تأثير دواء مُبتَكَر خصيصاً لاستهداف هذا الفيروس التاجي. وهناك أسباب وجيهة تجعلنا متحمّسين لهذا العقار الجديد. وستقدم تجربة Recovery تقييماً قوياً لتأثير هذا العلاج المُركَّب من الأجسام المضادة أحادية النسيلة المصنَّعة في المختبر في علاج المرضى في المستشفى".
أما جوناثان فان تام، وهو نائب رئيس الخدمات الطبية، فقد صرّح بأن تجربة Recovery معترف بها عالمياً على أنها الأنجح في العالم، وأضاف: "أخبار اليوم هي خطوة أخرى واعدة في البحث عن علاجات فعالة، التي من شأنها تحسين قدرتنا على التعامل مع هذا الفيروس المُدمِّر، وشهادة على الثقة التي يتمتع بها الآخرون حول العالم في هذه التجربة المُصمَّمة والمُنفَّذَة ببراعة".
أغلى ثمناً: لكن في حين أنَّ عقار الديكساميثازون، وهو دواء قديم جداً وغير حاصل على براءة اختراع، يُكلِّف نحو 5 جنيهات إسترلينية لعلاج المريض، ستكون هناك تساؤلات حول القدرة على تحمل تكلفة مزيج الأجسام المضادة الجديد، إذا ثبتت فاعليته.
بينما قال نيك كاماك، رئيس مُسرِّع علاجات "كوفيد-19" في منظمة Wellcome البحثية الخيرية: "تعد الأدوية المضادة للفيروسات والأجسام المضادة وحيدة النسيلة من بين العلاجات المُشَجِّعَة والواعدة لكوفيد-19؛ لأنها مخصصة للمرض، لكنها أيضاً أغلى ثمناً".
وأضاف كاماك: "تمنحنا الدراسات العشوائية واسعة النطاق الخاضعة للرقابة، مثل Recovery، أفضل فهم لما إذا كانت عقاقير مثل "ريغن-كوف 2" آمنة وفعالة ضد "كوفيد-19″، لكن يجب أن نضمن أنَّ أي علاج ناجح متاح لكل من يحتاج إليه على مستوى العالم".