عبّرت شخصيات عربية بارزة، الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، عن رفضها لاتفاق التطبيع الذي توصلت إليه البحرين وإسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي جاء بعد اتفاق مماثل توصلت إليه الإمارات وتل أبيب الشهر الماضي.
رفض واسع للتطبيع: سياسيون وإعلاميون ورياضيون وكتاب بارزون، أعربوا عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم التام لاتفاق التطبيع.
وزير الصحة الفلسطيني الأسبق، باسم نعيم، نشر على صفحته في تويتر صورة قديمة كُتب عليها: "نحن البحرينيين نفدي فلسطين والعرب، بل وكل المسلمين"، وتساءل: "ماذا سيقول هؤلاء الأجداد لأحفادهم الذين بدلوا وغيروا وأصبحوا في نظرهم إرهابيين والعدو الصهيوني (إسرائيل) حليفاً؟ قطعاً سيلعنونهم".
من جانبه، قال لاعب كرة القدم المصري الدولي المعتزل محمد أبو تريكة، في تغريدة، إن "الطبيعي أن يكون الصراع والتنافس على الوصول للقمة لا إلى القاع. التطبيع خيانة وفلسطين قضية الشجعان لا قضية أتباع وضعفاء".
أما الكاتب والمؤلف الفلسطيني حسام شاكر، فرأى في تغريدة، أن "الانزلاق نحو خنادق الاحتلال لا يعبر في حقيقته عن ثقافة سلام كما تزعم دعاية التضليل الساذجة".
كذلك اعتبر شاكر أن "عواصم التطبيع ضالعة في الاستبداد الداخلي وفي حروب وصراعات على جبهات عدّة، وفي تشكيل محور صراعات جديد في المنطقة يمنح قاعدة الاحتلال الحربية الضخمة مكانة المركز الاستراتيجي فيها".
بدوره هاجم الداعية الكويتي طارق السويدان تطبيع البحرين وإسرائيل، وقال في منشورات على حسابه الرسمي في فيسبوك: "الاحتلال لا يزول إلا بالمقاومة، التطبيع خيانة واستسلام مجاني، تعساً لكم"، وأضاف في منشور آخر: "يهرولون نحو الخيانة، وماذا يأخذون بالمقابل، اللعنة في السماء والأرض، التطبيع خيانة".
"تآمر على فلسطين": من جانبه، قال المفكر الفلسطيني بشير نافع، إنه "قبل تطبيعها مع إسرائيل لم تكن الإمارات ولا البحرين ذات ثقل معتبر في ميزان القوى؛ ولن يفضي تطبيعهما إلى أي تغيير في حسابات القوة والصراع".
في حين كتب المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة على تويتر: "لن نأسف كثيراً على تطبيع البحرين، فهي من استضافت ورشة تآمرية على فلسطين. المصيبة في الدلالة".
الزعاترة اعتبر أن البحرين لم تكن لتطبع العلاقات مع إسرائيل "لولا ضوء أخضر من السعودية. تطبيع الأخيرة ليس كغيره؛ تبعاً لمكانتها كبلاد للحرمين، وسنظل نتمنى ألا تتورّط. زمن أمريكا يأفل بالتدريج، فلا تجاملوها على حساب قضية الأمة".
بدوره، أعاد الإعلامي القطري جابر الحرمي التغريد بتصريحات لمستشار ملك البحرين خالد بن أحمد، وعلّق عليها بالقول: "قمة التناقض. وهل حصل الشعب الفلسطيني على السلام العادل والشامل بإقامة دولته والحصول على حقوقه وعودة لاجئيه؟".
الحرمي تساءل عن المبادرة العربية التي أطلقتها السعودية، وقال: "نعرف أنه ليس لكم من أمركم شيء، إنها التبعية وتنفيذ الأوامر، الشعب البحريني بريء من أفعال نظامه".
من جهته، قال الدكتور حاكم المطيري، رئيس "حزب الأمة" الكويتي في تغريدة: إن "كان ترامب ونتنياهو ومن يطبعون معهم يتصورون أن شعوب الخليج والجزيرة العربية ستستسلم لهم وتفتح الطريق للمحتل الصهيوني ليتحكم بها وبأرضها وثرواتها ومقدساتها فهم والله واهمون حالمون".
بينما قال الإعلامي الكويتي علي السند، في تغريدة أيضاً، "كمبرر للتطبيع تتكرر أسطوانة (الفلسطينيون يتاجرون بالقضية). يا عزيزي إن كنتَ مؤمناً بقضية، وصادقاً في حملها، ولكن المحامي يتاجر فيها فهذا ليس مبرراً لأن تنتقل إلى صف العدو (في إشارة إلى إسرائيل)".
وفي موقف مشابه، قال حمد الشامسي، عضو رابطة مقاومة التطبيع الإماراتية والتي تأسست حديثاً، إنه: "بعد الإمارات، البحرين ستطبع العلاقات مع الكيان الصهيوني. من يتنازل عن فلسطين ويعترف بإسرائيل فليس منا".
انتقاد للسعودية: قال الكاتب والإعلامي الإماراتي، أحمد الشيبة النعيمي، في تغريدة، "يطبعون ويقولون دول ذات سيادة وقرارها سيادي، فلسطين ليست بضاعة حتى تتسيدوا عليها، والقدس أعظم من أن تكون تحت سيادتكم".
النعيمي تساءل قائلاً: "إذا كانت هذه الدول ذات سيادة لماذا (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب هو الذي يعلن عن التطبيع من البيت الأبيض؟ لا سيادة للعبيد بل تلقي أوامر وتنفيذ".
وعلّق المفكر الإسلامي الموريتاني، محمد مختار الشنقيطي، على الاتفاق بالقول إن "أهم دلالة لتطبيع البحرين هي أن السعودية سائرة على طريق التطبيع، وأن إسرائيل أصبحت على حدود إيران في البحرين، بعد أن كانت إيران على حدود إسرائيل في لبنان".
أضاف الشنقيطي في تغريدة أن "هذا يعني أن منطقة الخليج مقبلة على صراع استراتيجي غير مباشر بين إيران وإسرائيل، وقوده دماء عرب الخليج وأموالهم للأسف الشديد".
بدورها، قالت الإعلامية في قناة "الجزيرة" القطرية، غادة عويس: "لا شيء يبقى على حاله. أنظمة مستبدة ستسقط يوماً ويسقط معها ما أبرمته من اتفاقيات تطبيع بدون إذن شعوبها".
عويس أضافت قائلة: "لو كنتم واثقين من قراركم لأجريتم استفتاء على ما تسمونه سلاماً مع الاحتلال الاسرائيلي، لكنكم تعلمون أن الحاكم المتوجس من شعبه يأخذهم بالقتل والإهانة، ويبرم صفقات تحت جنح الظلام رعباً منهم".
استهزاء بالتطبيع: وحملت بعض الآراء طابعاً ساخراً، أبرزها من المعارض السعودي البارز عمر بن عبدالعزيز، إذ قال: "القوات الخاصة البحرينية توقف عملياتها في يافا وحيفا (مدن فلسطينية)، وتنسحب تكتيكياً من محور غزة بعد تفكيك ترسانتها الصاروخية وتعلن السلام مع إسرائيل".
كما تهكم الإعلامي المصري الساخر، يوسف حسين، على اتفاق التطبيع بالقول: "بإعلان البحرين رسمياً التطبيع مع الكيان الصهيوني، أصبح هناك تحول تاريخي واضح للسياسة البحرينية من الريتويت (إعادة التغريد) للسعودية، للريتويت وراء الإمارات".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انضمام البحرين إلى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل.
وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، نقلت عن خارجية بلادها، أن ترامب والملك حمد بن عيسى، اتفقا خلال مكالمة هاتفية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والمنامة، وبذلك تكون البحرين الدولة العربية الرابعة التي توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979) والأردن والإمارات.