دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الأوروبية إلى اتباع نهج متزن فيما يتعلق بالوضع في شرق البحر المتوسط، مشدداً على أن أي خطأ أو إساءة يرتكبان بحق تركيا سيزيدان من عزيمتها ولن يدفعاها إلى التراجع.
الرئيس التركي قال عقب ترؤسه اجتماع الحكومة، الإثنين 7 سبتمبر/أيلول 2020: "نأمل من الدول الأوروبية التي فشلت في اختبارات قبرص وسوريا وليبيا أن تتبع نهجاً متزناً على الأقل في شرق المتوسط".
وأوصى أردوغان "من يتحدون بلاده بقوتهم العسكرية المتهالكة" أن ينظروا فقط إلى العمليات العسكرية والتحركات الدبلوماسية التي أقدمت عليها في السنوات الأربع الأخيرة، مؤكداً أن "تركيا تمتلك الإرادة والبنية التحتية القادرة على تفعيل أي آلية من الدبلوماسية وحتى القوة العسكرية إن اقتضت الحاجة من أجل حماية سيادتها ومستقبلها".
كما أشار إلى أن من يسعون في الآونة الأخيرة إلى فرض أمر واقع في شرق المتوسط وبحر إيجة عبر تجاهل حقوق تركيا والقانون، سيدركون في نهاية المطاف أن تركيا تمتلك الإرادة والبنية التحتية القادرة على تفعيل أي آلية لحماية سيادتها ومستقبلها.
أردوغان أشار إلى الموقف الدولي من الأحداث الجارية قائلاً: "لم يقف أحد بجانبنا حين أحبطنا المكائد الرامية لحبس بلادنا في سواحلها بشرق البحر المتوسط".
أما عن الغاز الذي اكتشفته بلاده في البحر الأسود فقد قال الرئيس التركي إنه يعادل 1.9 مليار برميل من النفط، معرباً عن أمله في تلقي أنباء سارة جديدة من البحرين الأسود والمتوسط.
مناورات مشتركة مع قبرص التركية: كانت تركيا قد أطلقت الأحد 6 سبتمبر مناورات جديدة برفقة جمهورية شمال قبرص التركية تحت اسم "عاصفة البحر الأبيض المتوسط"، وتستمر حتى 10 سبتمبر/أيلول.
وزارة الدفاع قالت في بيان نشرته وكالة الأناضول، إن قيادة قوات السلام التابعة لها في قبرص وقيادة قوات الأمن بجمهورية شمال قبرص، ستطلقان مناورات "تهدف إلى تطوير التدريب المتبادل والتعاون والعمل معاً، بين قوات البلدين، بمشاركة قوات جوية وبرية وبحرية تركية".
تصعيد ولا مفاوضات: يأتي إجراء المناورات في الوقت الذي أعلنت فيه اليونان، الجمعة 4 سبتمبر/أيلول، أن لا محادثات مقرّرة بينها وبين تركيا لتخفيف التوترات المتزايدة بين البلدين في شرقي المتوسط، نافيةً بذلك ما أعلنه سابقاً حلف شمال الأطلسي من أنه سيستضيف "محادثات تقنية" بين أثينا وأنقرة لحلّ هذه الأزمة.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن وزارة الخارجية اليونانية أعلنت في بيان لها، إن "المعلومات التي جرى الكشف عنها بشأن مفاوضات تقنية مفترضة في حلف شمال الأطلسي لا تتفق والواقع".
من جانبها، كانت تركيا قد قالت عبر وزير خارجيتها، مولود تشاووش أوغلو، إنها مستعدة للحوار مع اليونان لحل الخلافات حول الحقوق والموارد في البحر المتوسط، طالما كانت أثينا مستعدة لذلك.
ويختلف البلدان العضوان في حلف الأطلسي، بشدة حول حقوق السيادة على الموارد الهيدروكربونية في شرقي البحر المتوسط استناداً إلى وجهتي نظر متباينتين حول امتداد الجرف القاري لكل منهما.
يقول كل طرف إنه مستعد لحل الخلاف عن طريق المحادثات، لكنه يصر على التمسك بحقوقه. وأجرى البلدان تدريبات عسكرية في شرقي البحر المتوسط، ما ينذر باحتمال تصاعد الصراع.