أعلنت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس، كامالا هاريس، السبت 5 سبتمبر/أيلول 2020، أنها لن تثق بما سيقوله دونالد ترامب بشأن سلامة لقاح يروج الرئيس الأمريكي لجهوزيته قبل الانتخابات المقررة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، مؤكدة ضرورة توفر تقييم من "مصدر موثوق به".
ففي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قالت هاريس: "لن أثق بدونالد ترامب، وسيتعيَّن أن تكون المعلومات التي تتحدّث عن فاعليّة اللقاح وسلامته صادرة عن مصدر موثوق به. لن أوافق على كلامه".
تسريع العمليات: وكانت السلطات الصحّيّة الأمريكية قد طلبت من حكومات الولايات اتّخاذ الإجراءات اللازمة لكي تكون جاهزة، بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، لتوزيع لقاح محتمل مضادّ لمرض كوفيد-19، أي قبل أيام فقط من العملية الانتخابية.
روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها، قال في رسالة أرسلها إلى حكومات الولايات الأسبوع الماضي إنه يطلب منها "بصورة عاجلة" أن تفعل كل ما هو ضروري من أجل أن تكون مرافق توزيع اللقاح المرتقب "عملانية بالكامل بحلول الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2020″، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
ولفت ريدفيلد في رسالته إلى ضرورة إزالة كل العوائق الإدارية وإصدار كل التراخيص والشهادات اللازمة كي تتمكّن هذه المرافق من العمل بكامل طاقتها في الموعد المحدّد الذي يصادف قبل يومين فقط من الانتخابات الرئاسية.
خوف من النتائج: المراسلات التي قام بها ريدفيلد تؤكد ما نشرته شبكة CNN، الجمعة، من أن ترامب ضغط على مسؤولي الصحة بإدارته لتسريع تطوير اللقاح في محاولة لإقناع الناخبين بنهاية وشيكة للوباء الذي يهدد بإعادة انتخابه.
حيث إن الشبكة أكدت عبر عدد من المصادر المطلعة أن ما يجري هو إلقاء مسؤولية هائلة على خبراء الصحة، وأن البيئة شبيهة ببيئة عمل تحت الضغط.
مراسلة الشبكة سألت المرشحة الديمقراطية فيما إذا كانت تعتقد أن خبراء الصحة العامة والعلماء سيحصلون على الكلمة الأخيرة بشأن فاعلية اللقاح، هاريس توقعت أنهم لن يتمكنوا من فعل ذلك.
قالت هاريس: "إذا كان الماضي بمثابة مقدمة بأنهم لن يفعلوا ذلك، فسيتم تكميم أفواههم وقمعهم، وسيتم تهميشهم؛ لأنه يتطلع إلى انتخابات مقبلة في أقل من 60 يوماً، وهو يحاول الحصول على كل ما في وسعه للتظاهر بأنه كان قائداً في هذه القضية عندما لا يكون كذلك".
لقاح كورونا: كان الرئيس دونالد ترامب، المرشّح لولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، قال الأسبوع الماضي إنّ الولايات المتحدة سيكون لديها "هذا العام" لقاح مضادّ لفيروس كورونا المستجدّ.
وتتسابق شركات عدة لإنتاج لقاح مضادّ لكوفيد-19، لكنّ معظم هذه اللقاحات لا تزال في مرحلة التجارب السريرية، ما يعني أنه ليس مؤكداً حتى اليوم أن أحدها سيكون فعّالاً وآمناً، لكن السلطات الأمريكية تفضّل -من أجل توفير الوقت الثمين جداً في المعركة ضد الفيروس الفتّاك- أن تكون جاهزة للبدء بتوزيع اللقاح ما أن تثبت فاعليته.
سبق للطبيب أنطوني فاوتشي، مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية، أن أكد في مناسبات عدة أن اللقاح يجب أن يكون جاهزاً بين نهاية عام 2020 والنصف الأول من عام 2021. وأضاف: "أعتقد أنه بحلول نهاية العام الحالي، سنشعر بالراحة لأنه سيكون لدينا لقاح آمن وفعّال".