أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة الرابع من سبتمبر/أيلول 2020، عزم دولتي صربيا وكوسوفو نقل سفارتي بلديهما إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد محادثات مع الرئيس الصربي، كما تفاخر بكون كوسوفو "أول بلد ذات أغلبية مسلمة" يتخذ هذا القرار، وفق بيان صدر عن مكتب الرئيس الإسرائيلي.
ونقلت الولايات المتحدة وغواتيمالا سفارتيها رسمياً من مدينة تل أبيب إلى القدس، في مايو/أيار 2018، فيما وعدت دول أوروبية أخرى، بينها رومانيا والتشيك بنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس.
فيما يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات المجتمع الدولي، فيما تحذر دول عربية وإسلامية وغربية ومؤسسات دولية من أن نقل السفارة إلى القدس سيطلق غضباً شعبياً واسعاً في المنطقة، ويقوّض تماماً عملية السلام، المتوقفة منذ عام 2014.
بيان نتنياهو: رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان صدر عن مكتبه إن "الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يعتزم نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس"، في موعد غايته يوليو/تموز 2021.
كما أشار البيان إلى أن صربيا "هي الدولة الأوروبية الأولى التي ستفتح سفارة لها في مدينة القدس".
المتحدث نفسه، استغل المناسبة للتفاخر بكون "كوسوفو ستكون الدولة الأولى ذات الأغلبية المسلمة، التي ستفتح سفارة لها في القدس"، دون ذكر موعد لذلك.
لافتاً إلى أن "تل أبيب ستواصل جهودها حتى تنقل دول أوروبية أخرى سفاراتها إلى القدس".
في الجهة المقابلة، لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من صربيا أو كوسوفو.
إعلان ترامب: بيان نتنياهو يأتي بعد ساعات قليلة من تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، في كلمة له بالبيت الأبيض، أن صربيا تعهّدت بنقل سفارتها إلى القدس، فيما اتفقت كوسوفو وإسرائيل على التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية.
ويعتبر ترامب أحد مهندسي القرار، إذ أشرف على افتتاح السفارة الأمريكية عام 2018، تنفيذاً لإعلانه اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، وبدء نقل سفارة واشنطن من تل أبيب للمدينة المحتلة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها.
تصريح ترامب يأتي أيضاً قبيل اجتماع زعيمي صربيا وكوسوفو، أعلن فيها عن اتفاق الأخيرين على تطبيع علاقاتهما الاقتصادية.
وقال ترامب إن صربيا تعهّدت بنقل سفارتها إلى القدس، وإن كوسوفو وإسرائيل اتفقتا على التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية.
تطبيع للعلاقات: في وقت سابق من الجمعة قالت وكالة أسوشيتد برس، إن صربيا قررت نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس، فيما ستعترف كوسوفو بإسرائيل كجزء من محادثات توسّطت فيها الولايات المتحدة.
يأتي ذلك الإعلان تتويجاً لمحادثات رفيعة المستوى بين قادة كوسوفو وصربيا وكبار مساعدي ترامب بالولايات المتحدة.
يشار إلى أنه في 13 أغسطس/آب الماضي، توصلت الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، قوبل بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية "خيانة" من أبوظبي وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.