أعلنت الحكومة الليبية، الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول 2020، العثور على مقبرة جماعية جديدة في مدينة ترهونة، جنوب العاصمة طرابلس، ليتواصل اكتشاف المزيد من الفظائع التي ارتكبتها ميليشيا الجنرال خليفة حفتر، وقت سيطرتها على المدينة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به مدير المكتب الإعلامي بـ"الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين" (حكومية)، عبدالعزيز الجعفري، إذ قال إن "فِرق البحث بالهيئة تمكّنت، الأربعاء، من اكتشاف مقبرة جماعية بترهونة".
مضيفاً أن "المقبرة تحوي عدداً غير معروف من الجثامين، وأن فرق البحث انتشلت جثمانين حتى الآن".
حسب مصادر ليبية رسمية، ارتكبت ميليشيا حفتر وقوات موالية لها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية، خلال الفترة من أبريل/نيسان 2019، حتى يونيو/حزيران 2020.
كما أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، في 16 يوليو/تموز الماضي، العثور على 226 جثة، في مقابر جماعية بترهونة، ومناطق جنوب طرابلس، منذ 5 يونيو/حزيران الماضي.
دعوات للتحقيق: كما دعت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً في وقت سابق، مجلسَ الأمن إلى تحمُّل مسؤولياته كاملة، وفق ميثاق الأمم المتحدة، وإحالة أمر المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في مدينة ترهونة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
جاء ذلك في رسالة وجَّهها وزير الخارجية الليبي محمد سيالة، إلى مجلس الأمن، بحسب بيان للخارجية الليبية.
إذ قال سيالة في رسالته، إن عدد المقابر بعد الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في ترهونة، وصل حتى الآن إلى إحدى عشرة مقبرة، تم دفن بعض أصحابها أحياء، وبينهم أطفال ونساء، في مشهد مروّع يندى له جبين الإنسانية.
الجنائية الدولية: من ناحية أخرى، دعا سيالة المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها في مدينة لاهاي الهولندية، إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية والمُلحة للتحقيق في جرائم حفتر وميليشياته في ترهونة، وبذل الجهود لمحاسبة ومعاقبة مرتكبيها وقادتهم أمام القضاء الدولي، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
حيث شدّد سيالة على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن هذه المرة "موقفاً حازماً" حيال الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات حفتر في ترهونة، وهي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وفق البيان.
أضاف أن صمت المجلس وتجاهله لدعوات الحكومة الليبية السابقة إلى اتخاذ موقف حازم من العدوان على العاصمة طرابلس (غرب)، أدى إلى ما نراه اليوم من جرائم واكتشاف المقابر الجماعية في ترهونة.
انتصارات الجيش الليبي: وتمكَّن الجيش الليبي، في 4 يونيو/حزيران 2020، من تحرير كل المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات حفتر في طرابلس، مقر الحكومة، ضمن هجوم بدأته الميليشيات في 4 أبريل/نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.
إلى ذلك، فقد حرَّر الجيش مدينة ترهونة بالكامل (90 كم جنوب شرق طرابلس)، ثم مدينة بني وليد (180 كم جنوب شرق العاصمة)، إضافة إلى كامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة "الوطية" الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.